طالبة يمنية فقدت يديها في انفجار لغم حوثي تراجع دروسها استعدادا للامتحانات في جبل حبشي غرب تعز. (تصوير: أكرم الراسني)
طالبة يمنية فقدت يديها في انفجار لغم حوثي تراجع دروسها استعدادا للامتحانات في جبل حبشي غرب تعز. (تصوير: أكرم الراسني)
-A +A
أحمد الشميري (جدة) a_shmeri@
اتهم الحقوقي اليمني سليم علاو، مليشيا الحوثي بأنها حولت اليمن إلى حقل ألغام راح ضحيته أكثر من 2584 مدنيا بين قتيل وجريح غالبيتهم من الأطفال والنساء ورعاة الماشية. وحذر في تصريح لـ«عكاظ»، من أن الألغام التي زرعها الانقلابيون ستظل تحصد أرواح المدنيين لعشرات السنين حتى في حال التوصل إلى حل سياسي، مؤكداً أن التقديرات لعدد الألغام التي زرعتها المليشيا تتجاوز مليون لغم. فيما حذر مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان في تعز أمس، من خطر الألغام على اليمن، مؤكدا أن اليمنيين يعيشون مشاكل خطيرة جراء انتشار الألغام التي زادت من الكارثة الإنسانية خصوصاً وأن عملية زراعتها تتم بشكل عشوائي ودون خرائط.

وكان مساعد المدير العام لمشروع «مسام» السعودي لنزع الألغام في اليمن خالد العتيبي، حذر من أن كمية الألغام التي زرعها الحوثيون خلال السنوات الماضية، الأعلى معدل منذ الحرب العالمية الثانية. وقال خلال احتفال أقيم في مأرب بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام الخميس الماضي، إن المشروع تمكن من انتزاع أكثر من 55 ألف لغم وعبوة ناسفة، خلال عام 2018. وأكد العتيبي أن 32 فريقا يعملون في 5 محافظات يمنية على نزع الألغام التي تختلف تشكيلاتها، إذ إن بعضها على شكل أحجار بناء وأخرى ألعاب.


وتعد اليمن من أكثر الدول معاناة لانتشار الألغام، ووضعت منظمات مختصة اليمن في صدارة القائمة في هذه الكارثة مع دول مثل العراق وسورية، إذ يعتبر من أكبر حقول الألغام على وجه الأرض منذ سبتمبر 2014. وأفاد المركز بأن ضحايا الألغام وصل إلى ألف مدني قتل خلال الخمسة الأعوام الماضية بينهم ما يزيد على 100 امرأة ونحو 200 طفل، وتجاوز عدد المصابين 1500 مدني بينهم أكثر من 100 امرأة و250 طفلا، ولفت إلى أن تعز تتصدر أعلى قائمة ضحايا الألغام والعبوات الناسفة من المدنيين والتي بلغت منذ اندلاع الحرب في مارس 2015 وحتى نهاية يناير الماضي نحو 743 قتيلا بينهم 35 طفلا و16 امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 1176 مدنيا بينهم 43 طفلا و21 امرأة. بدورها قالت منظمة أطباء بلا حدود إن الألغام ستخلف أجيالاً من المشوهين وتبعاتٍ لا تقف عند الأسر فحسب إنما تتعداها إلى المجتمع ككل، حيث يرجح أن يصبح ضحاياها أناساً أكثر اعتماداً على المساعدة وأكثر عزلة، كما أنها تجعل من زراعة الحقول وحصادها أمراً مستحيلاً، مما يلحق أضراراً مادية مباشرة على أهالي المنطقة.