-A +A
«عكاظ» (المدينة المنورة)

أكد المدير التنفيذي لجمعية المكفوفين الخيرية بالمدينة المنورة «رؤية» ياسر الشريف على أن الجمعية استطاعت كسر نمطية توظيف المكفوفين حيث لم يعد عملهم قاصرًا على وظائف التدريس والسنترال، مضيفًا: «المكفوفين شريحة مهمة في المجتمع، يملكون طاقات كبيرة، قادرون بها أن يخدموا أنفسهم، وأن يساهموا في بناء وطنهم؛ لكنهم يحتاجون فقط مـن يأخذ بيدهم، ويقدم لهم الدعم والتمكين، والدورات والبرامج التي تجعلهم يتجاوزن فَـقْــدَ البصر».

وأشار إلى أن هذا الدور تحاول القيام به «رؤية» من خلال العديد من البرامج والمبادرات الرائدة التي تخرج الكفيف أو الكفيفة من أسر الوحدة، وكسر النمطية المعروفة عن عمل الكفيف، والتي تدور في فلك السنترال أو التدريس، في حين أنه قادر بالدعم والتأهيل على ممارسة العديد من المهن والإبداع فيها، وتسعى الجمعية إلى رسم معالم الطريق الناجح للكفيف.

وأفاد المدير التنفيذي لـ «رؤية» بأن الجمعية انطلاقاً من رؤية المملكة 2030 اهتمت بإطلاق مبادرات تمكين المكفوفين والمكفوفات وتأهيلهم ليكونوا قادرين على الانخراط في سوق العمل وبكفاءة عالية، وبالتالي الصرف على أنفسهم وأسرهم، دون الحاجة إلى التبرعات أو الإعانات المالية أو العينية؛ ليعيش الكفيف حياة كريمة إضافة لخدمته لمجتمعه ومشاركته في بنائه.

وأضاف: «من تلك المبادرات مبادرة (المهندس الكفيف» والتي تنفذها الجمعية بهدف تدريب الكفيف على صيانة الأجهزة خاصة تلك المتعلقة به، ومن ثم إلحاقهم بالعمل، وقد شارك فيها أكثر من 126 كفيفًا، كما تتضمن المبادرة دورات أخرى في الأعمال المهنية كالكهرباء والسباكة"، لافتًا إلى أن هناك مبادرة أخرى لتدريب المكفوفين على تركيب العطور في المعمل الخاص والذي تم إنشاؤه خصيصًا لهذا الغرض بالجمعية وقد استفاد من المبادرة نحو 60 كفيفًا وكفيفة بعضهم واصل نشاطه وقام بفتح متاجر خاصة في الأسواق العامة.

وتحدث نائب رئيس مجلس إدارة جمعية المكفوفين الخيرية بالمدينة المنورة عن مبادرة «المطبخ الناطق» والتي تعد إحدى المبادرات النوعية التي استفاد منها أكثر من 310 كفيفة، حيث يتعلمن طريقة الطبخ باستقلالية تامة دون الرجوع لأي مبصرة، وهذا يساعدهن في حياتهن الخاصة، كما يفتح لهن أبواب الرزق عبر برامج الأسَــر المنتجة، وهناك كذلك مبادرات أخرى تساهم بتدريب الكفيفات على الأشغال اليدوية، إلى غير ذلك من المبادرات المتنوعة.

وذكر أنه تم إطلاق مبادرة (نادي توستماسترز) للمكفوفين، وهو الأول على مستوى العالم الذي يدرب الكفيف على فنون الإلقاء والخطابة ومهارات القيادة، مضيفًا أن النادي استضاف بطل العالم محمد القحطاني في (توستماسترز) في حوار ثري ورائع ضمن أنشطته دعمًا للمشاركين فيه وتحفيزهم، مشيرًا إلى أن الجمعية أنشأت مطبعة خاصة لطباعة أمهات الكتب والإصدارات المتداولة بطريقة «برايل» كما تقوم على إيصال المصحف الشريف بطريقة برايل لكل مسلم كفيف خارج المملكة وقد استفاد أكثر من 870 كفيفًا من هذه الخدمة من مختلف دول العالم بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية.

وأوضح أنه تم إنشاء «المركز الإعلامي المرئي والصوتي» والذي يمكن المكفوفين بعد تدريبهم من القيام بتنفيذ أعمال صوتية ومرئية، ليكنوا حاضرين في سوق العمل في مهن المتعلقة بذلك، ومنها مجالات التعليق والتحرير والمراسلة والمونتاج.