الجيش الصومالي أجبر عناصر الإرهاب على الفرار.
الجيش الصومالي أجبر عناصر الإرهاب على الفرار.
-A +A
أحمد الشميري (جدة) a_shmeri@
بخطى ثابتة ومحكمة يواصل الجيش الصومالي وبدعم دولي مطلق تقدمه نحو المناطق الخاضعة لسيطرة مسلحي حركة الشباب الصومالية الموالية لتنظيم القاعدة، وتدمير مواقع تمركزها وإفشال مخططاتها الإرهابية، مما أجبر عناصر الإرهاب على المناورة واللجوء إلى الفرار تاركين أسلحتهم وجثث قتلاهم في الوديان والطرقات.

ولقي الجيش الصومالي دعماً دولياً وعربياً ومحلياً إذ انضمت جميع العشائر الصومالية إلى صفوفه لقتال الإرهابيين مما أجبر الحركة على الفرار من عدد من المناطق الساحلية والإستراتيجية وسط البلاد خلال أسابيع من انطلاق العملية العسكرية.


ويرى مراقبون سياسيون صوماليون أن تهاوي الحركة أمر واقع بسبب عجزها عن توفير إمداد بشري للقتال أمام إستراتيجية الحرب الحكومية ذات الجبهات المتعددة، مؤكدين انسحاب الحركة من مدينة حرر طيري الساحلية الواقعة على بعد 500 كيلو متر إلى الشمال من العاصمة مقديشو.

وأكد المراقبون أن حرص الرئيس حسن شيخ محمود على القضاء على الحركة وكل العناصر الإرهابية عبر فتح جبهات قتالية جديدة في عدد من الولايات في جنوب وغرب الصومال خصوصاً ولاية جوبلاند المحلية، الواقعة جنوب مقديشو يبين أن نهاية التنظيم الإرهابي أصبحت واردة بعد أكثر من 15عاماً من سيطرتها على الصومال.

وقال مسؤول صومالي إن النجاحات العسكرية التي يحققها الجيش لم تكن مجرد تحرك عفوي بل خطة عسكرية وإستراتيجية تنفذ على أكثر من 3 محاور رئيسية، مبيناً أن الخطة حققت نجاحات إيجابية أسهمت في تفكيك كيانات التنظيم الإرهابي في عدد من البلدات في الصومال.

ولفت إلى أن الشعب الصومالي تواق لنهاية الإرهاب وعودة الاستقرار والتنمية ويعمل صفاً واحداً إلى جانب الجيش سواء في القتال أو العمليات الاستخباراتية والأمنية التي أدت إلى إفشال عدد من الخطط الإرهابية للحركة، مبيناً أن الحكومة كان لها الدور الأبرز في جمع العشائر على كلمة واحدة والعمل على تحريك الروح الوطنية والإيمان بضرورة القضاء على الإرهاب.

واسبتعد المسؤول الصومالي عودة تمدد الحركة الإرهابية في المرحلة القادمة، مؤكداً أن القضاء عليها بشكل نهائي مجرد وقت خصوصاً بعد تهاوي الولايات والبلدات الحاضنة للحركة وسيطرة الجيش عليها وتأمينها خصوصاً منطقة حرر طيري الإستراتيجية والمهة والتي شكلت ضربة قاسمة للإرهاب.

ويرى محللون عسكريون صوماليون أن أهمية المدن التي حررها الجيش الصومالي بدعم من العشائر والقوات الدولية تكمن في مكانتها الجغرافية الساحلية، خصوصاً أن الحركة كانت تستخدمها لأغراض إرهابية (كالقرصنة وتهريب الأسلحة ودعم التنظيمات الإرهابية)، متوقعين حدوث تصدعات وانشقاقات في صفوف الحركة في المرحلة القادمة. وأشار المحللون إلى أن ملامح الانشقاقات بدأت بالظهور بعد استسلام العشرات من المقاتلين ومقتل أكثر من 400 إرهابي طوال الفترة الماضية سواء على يد قوات الجيش أو الضربات الأمريكية في أفريقيا والتي تنفذ بالتنسيق مع القيادة العسكرية الصومالية، محذرين من محاولات التنظيم الهروب من الساحل إلى الغابات في جنوب الصومال والتخفي وسط الأشجار، مشددين على ضرورة أن يضاعف جهاز الاستخبارات العسكري الصومالي جهوده في مناطق الجنوب ويعمل على تأليب العشائر ضد الحركة بما يؤدي إلى محاصرتها ووضعها في كماشة الجيش.