حفل الاستقلال العام الماضي.
حفل الاستقلال العام الماضي.
-A +A
راوية حشمي (بيروت) HechmiRawiya@

غيبت الأزمة السياسية حفل الاستقلال الـ79 للبنان بعدما أدت إلى الفراغ الرئاسي الذي بدأ بدوره ينسحب فراغاً في كل المؤسسات العاجزة عن تسيير شؤون البلاد.

ومع كل فراغ رئاسي يضرب لبنان (وعددها 4 مرات)، يغيب الاحتفال بعيد الاستقلال، إلا أن الفترة الأطول للفراغ هي التي سبقت انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، إذ غابت الاحتفالات سنتين قبل أن تعود في 2016.

ومن مفارقات العهد المنتهية صلاحيته، الذي كان تحت سطوة عون وصهره، شهد لبنان عرضين للاستقلال عام 2019، العرض الرسمي الذي أقامه الجيش بحضور عون ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال حينها سعد الحريري، والعرض المدني للثورة حيث كانت احتجاجات 17 أكتوبر تملأ البلاد، التي شكلت مفارقة في تاريخ الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية في لبنان.

اليوم، غاب مجدداً الاحتفال بالاستقلال، فلا عرض عسكرياً أقيم في المناسبة، ولا رئيس جمهورية يتوسط المنصة ولا رئيس أصيلاً للحكومة في ظل حكومة تصريف الأعمال.

والجدير ذكره أن لا رئيس جديداً للجمهورية في لبنان قبل عام 2023، إذ إن الحراك الخارجي الذي تقوده فرنسا لم يبلغ بعد عتبة الاستطلاع، وأية مبادرة لم تكتمل بعد باتجاه الوطن الذي يُدار أصلاً بالمبادرات ويحكم بالتسويات.

أما أبرز الكلمات في الاستقلال المغيب، فجاءت صباحاً إما عبر البيانات أو عبر تويتر بفعل غياب الاحتفال الرسمي ومراسم التهاني في قصر بعبدا. وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيان: يحتفل لبنان اليوم بعيد استقلاله التاسع والسبعين، وهي محطات عابرة في تاريخ وطن بنته سواعد أبنائه منذ أمد بعيد وتحميه من العواصف التي تتكرر كل فترة. وأضاف: يحلّ العيد هذا العام بغصة على واقع دستوري منقوص بسبب الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، وعلى قلق مشروع على الحاضر والمستقبل بسبب أسوأ أزمة متعددة الوجوه يعيشها وطننا.

واكتفى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بنشر صورة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، معلقاً: «الاستقلال آتٍ لا محال».

أما جبران باسيل المفتعل الأبرز للاشتباكات السياسية، فغرد بكل جرأة وقال: «.. السنة في فراغ بذكرى الاستقلال بس مش بمعناه».

وتلقى لبنان رسالة فرنسية في المناسبة، واعتبرت السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو أن «يوم الاحتفال بالعيد الوطني مناسبة جديدة لإعادة التأكيد على المودّة العميقة والالتزام الدائم لفرنسا إلى جانب لبنان ومؤسساته واللبنانيين، للمساعدة على تخطّي الأزمات المختلفة التي تُعيقهم».

وكتبت عبر «تويتر» بمناسبة الاستقلال: «أصدقائي اللبنانيين الأعزاء، هذا ما أقوم به كلّ يوم، وسأواظب على ذلك، باسم الروابط التاريخية التي تجمعنا، بالتعاون معكم ومن أجلكم»