لاجئون سوريون في أوروبا
لاجئون سوريون في أوروبا
-A +A
عبدالله الغضوي (جدة) Abdullah Alghdwi@

لا حل لدى السوريين سوى الهجرة إلى الدول الأوروبية، بعد أن فقد الملايين من هذا الشعب الأمل في العودة إلى بلادهم مع بقاء نظام بشار الأسد وهجومه الشخصي على الشعب نفسه في آخر ظهور له منذ يومين، عندما قال «لا قيمة لإنجازات المهاجرين مادامت خارج الجغرافيا السورية».

إذن نحن أمام رئيس لم يتخل عن شعبه فحسب، بل يحارب شعبه بكل الوسائل ويحرض عليه حتى في الدول الأوروبية، فكيف سيفكر كل سوري بعد سماع هذه الكلمات من شخص يُفترض أن يكون حامي الدولة والشعب!.في تركيا؛ لم يعد يرى الآلاف من السوريين مستقبلهم وسط ظل تنامي بعض موجات العنصرية التي اختلقتها المعارضة في إطار السباق إلى الانتخابات الرئاسية وهو ما لم تشهده البلاد من قبل، فالمعارضة التركية ليست لديها سوى هذه الورقة الرخيصة التي تخالف المبادئ الإنسانية، لذا كان السوريون على رحى الصراع الانتخابي التركي، بينما يلتزم حزب العدالة والتنمية الذي اعتبر السوريين مهاجرين في بداية الحرب لم يعد يمسك بكل خيوط اللعبة.أمام هذه الصورة، ما هو الحل بالنسبة للسوريين في الداخل والخارج خصوصا في تركيا والدول الإقليمية؟، لا خيار سوى قرع أبواب الاتحاد الأوروبي، وهذا ما حدث تماما!قبل أيام دعا شباب سوريون إلى حملة «قافلة النور» للهجرة إلى الاتحاد الأوروبي من تركيا إلى اليونان ومن ثم الانتشار على أراضي القارة العجوز، واستعان هؤلاء الشباب بوسائل التواصل الاجتماعي التي ما تزال حتى الآن صديقة للشعب السوري، وعلى تطبيق تيلغرام بلغ أعداد المتابعين ما يقارب 70 ألف شخص، وأصبحت هذه المجموعة هي الرئيس الذي يحكم السوريين الراغبين في الذهاب إلى أوروبا.ودعت هذه الغرفة اللاجئين إلى إحضار أكياس نوم وخيام وسترات نجاة ومياه وأطعمة معلبة وأدوات إسعاف أولية، على أن يتم تقسيم المهاجرين إلى مجموعات تضم كل واحدة منها 50 شخصا بقيادة مشرف.وجاء في رسالة نشرها أحد المسؤولين عن هذه القناة على تليغرام «نحن في تركيا منذ 10 سنوات، نحن محميون، لكن الدول الغربية يجب أن تشارك في العبء».الحملة على التلغرام تفاعل معها الآلاف من الشباب، وبالفعل شهد قطاع العمال تراجعا كبيرا في تركيا بعد هجرة الشباب إلى أوروبا، ولقيت الهجرة الجديدة تفاعلا من وسائل إعلام دولية، إذ نقلت عن أحد المنظمين وهو لاجئ طلب عدم كشف هويته- قوله: إنهم سيعلنون عن انطلاق القافلة «عندما يحين الوقت».اليونان أيضا، بدأت بعمليات التصدي للهجرة باعتبارها واجهة أوروبا، وشيدت جدرانا بطول 140 كيلومترا على الحدود لمواجهة هذه الموجة الجديدة، إلا أنها هذه المرة أكثر تدفقا من الموجة السابقة في عام 2016، ولا يبدو أن كل الجدران قادرة على ردع هذا الكم الهائل من المهاجرين، لقد وجد السوريون الحل بعيدا عن القرار 2254.. إنها أوروبا.. وليبقى الأسد في عرينه المتهاوي.