نجيب
نجيب
-A +A
زياد عيتاني (بيروت)

يوم الخميس الفائت عندما دخلت كتلة القوات اللبنانية إلى قصر الرئاسة في بعبدا، للمشاركة بالاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة، بادر الرئيس ميشال عون رئيس الوفد القواتي النائب جورج عدوان بالقول: «لماذا مستعجلون على خروجي من قصر بعبدا؟!». فردّ عليه النائب عدوان: «نحن لسنا بمستعجلين، بل نحن نطالب بتطبيق الدستور كما ينص حول إمكانية أن يدعو رئيس مجلس النواب إلى انتخاب رئيس للجمهورية قبل شهرين من نهاية ولايته».

قرب انتهاء صلاحية عهد ميشال عون، وغياب التوافق اللبناني وازدياد منسوب القلق عن مصير الانتخابات الرئاسية، وأرجحية أن يحل الفراغ في قصر بعبدا، أعطى أهمية استثنائية للحكومة التي سيسعى الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي إلى تشكيلها، إن تمكّن من ذلك فهي الحكومة التي ستستلم مهمات رئاسة الجمهورية لتشرف على الفراغ، بانتظار تسوية ما أو حدث ما يؤدّي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

هي الحكومة الرابعة للرئيس نجيب ميقاتي، حيث سبق له أن شكّل 3 حكومات في السابق 2005، 2010، و2021، لكن يرتسم السؤال حول الخيارات المتاحة أمام الرئيس المكلّف، وما إن كان قادراً على رعاية ولادة حكومته الرابعة حيث يقف في منتصف طريق بـ3 اتجاهات: الاستمرار بحكومة تصريف الأعمال التي يرأسها أو تعديل حكومي لحكومة تصريف الأعمال تنال الثقة على أساسه من مجلس النواب، أو تشكيل حكومة تحظى بتوافق الأفرقاء كافة.

ثلاثة خيارات لا تبدو الطرق إليها معبّدة، ولا سهلة المنال؛ فلا الحكومة الرابعة إن شُكّلت قادرة على تأمين الثقة البرلمانية بها، مع امتناع كتل كبيرة ووازنة عن المشاركة، ولا حكومة تصريف الأعمال قادرة على إسقاط الثرثرة الدستورية، وما سيحمله البعض من اجتهادات قد تكون البوابة لتبرير استمرار الرئيس عون في القصر بعد انتهاء ولايته، ولا التعديل على الحكومة الحالية متاح. فالعاجز عن التشكيل هو العاجز عن التعديل.

على خلفية كل ذلك، يبدو نجيب ميقاتي الرابع رئيسا في الوقت الضائع، لا هو قادر على التشكيل، ولا بقادر على نيّل ثقة البرلمان، ولا بقادر على الحكم. رئيس مكلف بانتظار تبدّل الأحوال وحصول المفاجآت، رغم إدراكه وإدراك ساسة لبنان انتهاء زمن المفاجآت وزمن الاختراعات، حيث تبحث الدول اليوم عن نفط يسيّر يومياتها، وعن غذاء يمنع الجوع عن شعوبها.

ميقاتي الرابع من المستبعد أن يُشكّل حكومة. هو نفسه قال إنه يحتاج إلى نحو شهرين من الزمن، أي أنه يحتاج تقريباً إلى الوصول إلى نهاية عهد الرئيس ميشال عون، فيما مستشاره الأول الوزير السابق نقولا نحاس قال في أحدث إطلالته بعد التكليف إن «تشكيل الحكومة بيد رئيس الجمهورية»، وما هو بيد الرئيس عون يعني أنه بيد صهره الوزير جبران باسيل، وإن كانت ولادة الحكومة مرتبطة بقرار باسيل يصح هنا المثل اللبناني القائل: «تخبزوه بالأفراح».