بايدن
بايدن
خامنئي
خامنئي
-A +A
زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@

ما كانت يوماً الولايات المتحدة على عداوة مع نظام الملالي في إيران، وما كان هذا النظام في يومٍ ما بخصام حقيقي مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة. كل ما قيل عن شيطان أكبر وعن الموت لأمريكا منذ أن أعاد الغرب الخميني إلى إيران مسقطاً نظام الشاه حتى هذه اللحظة ما هو إلا لزوم الشغل والدعاية والتحشيد، وفي تبسيط للكلمة «الضحك على الناس».

لطالما اعتمد ما يسمى بـ«محور الممانعة» على مبدأ الصراع لقمع الشعوب على قاعدة لا صوت يعلو فوق صوت البندقية، فيما هذا المحور بشكل أو بآخر ينام في سرير الشيطان الأكبر. هذا ما حصل في العراق عندما دخل الملالي خلف الدبابات الأمريكية إلى بغداد والكوفة والبصرة، ومن ثم الموصل في استكمال للعبة القضاء على الإرهاب المصنوع في أقبية سجون تلك الدول الساكنة قياداتها في فلل ومنازل في ضواحي طهران، وهذا ما حصل في سورية حين سارع قاسم سليماني في طلب نجدة روسيا وتوسل محاولاً أن يقنع فلاديمير بوتين بالتدخل بطائراته وسلطانه بعدما تمت شيطنة ثوار سورية الأحرار، وهذا ما يحصل في لبنان، حيث لا تُشكل حكومة إلا بناء لإشارة إيرانية بالتنسيق مع الأمريكيين، ولا تجرى انتخابات إلا إن كانت محسومة النتائج ولا تحمل في طياتها ما هو خارج الحسبان.

فيلق القدس لم يخض معركة واحدة باتجاه القدس، بل كان دائماً مهمته ضرب الحواضر العربية خدمة للإسرائيلي ومعه الأمريكان، واليوم ها هي صواريخ ومسيّرات الإرهابي الحوثي تتحرك باتجاه المملكة بكل التواقيت والمواعيد إلا بتوقيت صنعاء. هي أذرع «غب الطلب» بناء لأجندة طهران، لا قرار ولا صواريخ من الحوثي إلا إن كان خلفها الملالي، كما لا تسهيل لحياة الناس من قبل حزب نصر الله في لبنان إلا إن كان فيها مصلحة إيرانية تخدم هذا الملف وذاك العنوان.

لقد لعب الإيراني عبر مر التاريخ دور الشرطي بمواجهة العرب والإسلام، والحكاية مع الملالي لم ولن تتبدل وحروبهم غير متعلقة بمزارات ومقامات كما يسمونها دينية بل هي لزوم توجيز المؤامرة الكبرى التي بدأتها إسرائيل، وتستكملها اليوم إيران. تتغير العناوين كما تتغير المبررات لكن الثابت أن الحرب تستهدف العرب ودينهم الإسلام. تستهدف استقرار مجتمعاتهم، ازدهارها، تطورها، ريادتها، وثرواتها. هي حكاية ليست بالجديدة بل من حكايا قديم الزمان، يأتي مرشد ويذهب آخر لكن المؤامرة مستمرة ضد قيم الإنسان.

نظام الملالي وأمريكا ما كانوا يوماً بأعداء هم دائما «إخوان»، يختلفون على مقدار الملح في القدر لكنهم يأكلون وجبة واحدة من دون أي خلاف.