الرئيس الروسي
الرئيس الروسي
-A +A
راوية حشمي (بيروت) HechmiRawiya@
رأى الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد أحمد تمساح أن الفائز المؤقت في هذه المرحلة هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن هذا الفوز لا يعني أنه لا يعيش في مأزق، بحيث لم يعد بإمكانه التراجع إلى الوراء، وهذا الأمر قد يكبده خسارة صورته رئيساً لروسيا الطامحة لإعادة الأمجاد الإمبراطورية، إلا إذا تمت الصفقة سريعاً بتطيير الرئيس الأوكراني مقابل عدم إسقاط كييف، وتشكيل حكومة موالية لموسكو.

وأضاف في تعليق لـ «عكاظ»، أنه على الرغم من أن طموحات بوتين أبعد من إخضاع أوكرانيا، فهو يسعى لاستعادة القطبين بعد تفرد القطب الأحادي (الأمريكي)، وبالتالي إعادة التوازن الاستراتيجي على جميع الصعد ما بين الكتلتين الشرقية والغربية (التي تتزعمها الولايات المتحدة والحلف الأطلسي وانضمت إليها جمهوريات كانت سابقاً ضمن الاتحاد السوفياتي).


وذكر أن العالم اليوم يترقب ويتساءل: هل تتوقف حرب بوتين على أعتاب أوكرانيا أو يستكملها باجتياح كل الجمهوريات التي كانت ضمن الاتحاد السوفيتي: بولندا، البلطيق، استونيا، تشيكيا وسلوفاكيا؟. وأكد أن هذا هو مشروع بوتين ولا يمكن إتمام مشروعه إلا بإعادة ضم كل هذه الجمهوريات لكتلته، وهنا تكمن الخطورة بحيث سيكون العالم أمام نزاع نووي، لذلك سيسارع الجميع إلى إبرام تسوية، لأن طموحات بوتين العسكرية إذا تدحرجت فإن العواقب ستكون كارثية؛ لأن المواجهة ستكون بين دول نووية.

ولفت العميد تمساح إلى أن هناك العديد من القطب المخفية التي ستظهر إلى العلن تباعاً، وأولها ماذا يحصل في قاعدة تشرنوبيل التي سارع إليها الروس مع بدء اجتياح أوكرانيا، فماذا يوجد في هذه القاعدة؟، وهل اكتشفت الأمريكيون أمراً ما وكانوا يسعون لابتزاز الروس؟

وحول رؤيته للموقف الغربي قال: المفاجئ أن الغرب رغم توقعاته الدقيقة بحصول اجتياح عسكري وفقاً للتقارير الاستخباراتية، فلماذا لم يحرك ساكناً قبل انطلاقة الحرب وخلالها ؟ مستعيداً بالذاكرة الأزمة الأمريكية الروسية في حقبة جون كينيدي حين ركبت روسيا صواريخ نووية في جزيرة كوبا التي تبعد عن الشاطئ الأمريكي 70 كيلومتراً، فحشد كينيدي بالمقابل كل قواته وأرسل أسطولاً يطالب بإزالة هذه الصواريخ، وبعد تواجه الأسطولين تراجع خروشوف الذي عزل وعوقب. ورغم خسارة الروس حينها لكن السيناريو مشابه لما يحدث اليوم.

ولفت إلى وجود «قطبة مخفية»، استدعت المواجهة في أوكرانيا. فهل صفقة التخلي عن أوكرانيا هي مقابل عدم دخول الصين إلى تايوان واحتلالها؟ وما انعكاسات حرب أوكرانيا على المفاوضات النووية في جنيف خصوصاً أن إيران في الظاهر مؤيدة للروس؟

وعن الخاسر في هذه الحرب، قال العميد تمساح إن الخاسر الأكبر سيكون هذه المرة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يحصد الفشل بدءاً من أفغانستان مروراً بأوكرانيا، وهكذا في كثير من الملفات.