-A +A
«عكاظ»(باريس، جدة)okaz_online@
حذرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية من وجود العديد من الأزمات الجيوسياسية التي تهدد الاستقرار العالمي وتضع المجتمع الدولي في حرج بالغ، أبرزها امتلاك إيران الأسلحة الذرية، واعتداء روسيا على أوكرانيا، أو الصين على تايوان. وأفادت بأن الأزمات التي تتربص بالعالم والرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي عام 2022 أصبح بعضها واقعا، وأولها الملف الإيراني النووي الذي يهدد الشرق الأوسط بثورة حقيقية خصوصا تصعيد طهران انتهاكاتها لبنود الاتفاق.

ولفتت الصحيفة، في تقرير لكاتبتها إيزابيل لاسير، إلى انتهاكات إيرانية مثل رفع تخصيب اليورانيوم إلى معدلات محظورة بلغت 20 و60%، وبناء أجهزة طرد مركزي جديدة وإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 90%، والشروع في إنتاج معدن اليورانيوم.


وقال دبلوماسي أوروبي، إن الإيرانيين حققوا تقدما لا رجعة فيه في التخصيب خصوصا أن إغلاق الحدود أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ترك المجتمع الدولي «أعمى» عن جزء من البرنامج. وحذر خبراء من أن إيران ستمتلك ما يكفي من المواد الانشطارية في غضون أسابيع، لتكون قادرة على صنع سلاح نووي.

وقال مصدر إسرائيلي: لدينا شعور بأن أوروبا والولايات المتحدة تريدان اتفاقا بأي ثمن، إلا أن البعض يتوقع انهيار المفاوضات وفرض عقوبات جديدة على إيران، وتفعيل آلية «سناب باك» التي تنص على إعادة القضية إلى مجلس الأمن، يعقب ذلك تدخّل عسكري تبدأه إسرائيل ولا يعرف أحد هل ستتبعها أمريكا وأوروبا إلا إذا ظهرت إيران كقوة نووية.

أما الأزمة الثانية التي تهدد أوروبا مع اقتراب عام 2022، فتجيء من روسيا بعد تصاعد الضغط مع حشد أكثر من 100 ألف جندي قرب حدود أوكرانيا ، خصوصا أن النظام العسكري الذي يهددها يمكن تفعيله في أي لحظة إذا سارت المحادثات المقرر إجراؤها في أوائل يناير بين موسكو وواشنطن حول الناتو وضمانات روسيا بشكل سيئ.

غير أن الاستعراض الروسي الأخير على حدود أوكرانيا أعطى فلاديمير بوتين الذريعة لفرض مفاوضات حول «امتداد» الناتو إلى الشرق، وقدم مطالبه للأمريكيين ما يعني أن الثمن الضمني لتخليه عن غزو أوكرانيا هو منع عضوية أي دولة في المنطقة في الناتو ومنع أي مناورات عسكرية في دول الاتحاد السوفياتي السابق، وانسحاب قوات الناتو من وسط وشرق أوروبا ودول البلطيق.

وانتهت لوفيغارو إلى أن اختبار المصداقية الأمريكية سيكون أحد التحديات الكبرى لعام 2022، سواء تعلق الأمر بروسيا أو بالأزمة النووية الإيرانية، أو برميل البارود الثالث الذي يهدد بنشوب حرب بين الصين وتايوان في الأشهر القادمة، خصوصا أن الصين تراقب عن كثب ردود الفعل أو بالأحرى عدم ردود الفعل من جانب الولايات المتحدة في الأزمات الكبرى في العالم، وتعمل على زيادة الضغط الدبلوماسي والعسكري حول تايوان.