-A +A
علي الرباعي (الباحة)

يحتفل العالم اليوم (السبت) الموافق 18 ديسمبر باليوم العالمي للغة العربية، وتحتل لغة الضاد المرتبة الرابعة عالمياً، بين نحو 7 آلاف لغة (حيّة ومنقرضة)، وتبلغ نسبة متحدثيها في العالم 6.6%، وتُعدّ من أقدم لغات العالم، ويتحدث بها غالبية سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبالأخص سكان البلدان العربية كافة، ويُقبِلُ الملايين على تعلمها كونها لغة القرآن الكريم، وتتربع العربية على عرش أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وفاخر بها شعراء الجزيرة العربية عبر التاريخ، منهم الصحابي حسّان بن ثابت (لساني صارمٌ لا عيب فيه، وبحري لا تُكدّره الدّلاءُ)، وحافظ إبراهيم (أنا البحر في أحشائه الدر كامن، فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي). واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 ديسمبر 1973 قراراً نص على إدخال اللغة العربية ضمن مجموعة اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، على الرغم من أن النسبة الأكبر من الدول الأعضاء في مجلس الأمم المتحدة تتحدّث بلغاتٍ أخرى غير العربية، واحتفلت منظمة اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية منذ عام 2012، انطلاقاً من رؤيتها المتمثلة في تعزيز تعدد اللغات والثقافات في الأمم المتحدة، واعتمدت شعار اليوم العالمي للغة العربية الذي يرمي إلى توعية العالم بتاريخها المشرّف وأهميتها العظمى.

وتظل لغتنا آمنة بفضل كتاب الله الكريم، وافتتان العالم بالبلاغة ومحسنات البديع والبيان، وأطلق عليها لغة الضاد بحكم أنها اللغة الوحيدة التي تضم حرف الضاد، ولغة القرآن وجزء لا يتجزأ من أداء العبادات والصلاة في الإسلام، وهي لغة شعائرية رئيسية في عدد من الكنائس المسيحية في الدول العربية، وسبب لتوحيد مشاعر العرب من المحيط إلى الخليج، وأسهمت في نقل وحفظ تاريخ العرب منذ العصر الجاهلي، وتعد عاملاً في توارث المعارف ونقلها ونشرها في مختلف أنحاء العالم العربي، وهي من اللغات النادرة الغنية بالمفردات والصور الفنية، إذ تتفوق بمفرداتها التي تصل إلى نحو 12 مليون كلمة، وهي الأصل لبعض المفردات الغربية في مختلف المجالات وعلى رأسها العلوم.

وأكدت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو أودري أزولاي أن اللغة العربية واحدة من أكثر لغات العالم انتشارا، باعتبارها لغة دين الإسلام الذي يعتنقه ما يربو على المليار ونصف المليار إنسان، وهي لسان ما يزيد على 450 مليون نسمة، بها يتواصلون، ويتفاعلون ويمارسون شعائرهم وعباداتهم، وعدّت أزولاي العربية ركيزة من ركائز الحضارة الإنسانية. ولغة الابتكار والاستكشاف في مجالات العلوم، والطب والفلك والرياضيات والفلسفة، والتأريخ على مر العصور.