الحريري خلال حضوره اجتماع المجلس الإسلامي الأعلى.
الحريري خلال حضوره اجتماع المجلس الإسلامي الأعلى.
المفتي والحريري.
المفتي والحريري.
-A +A
راوية حشمي (بيروت) HechmiRawiya@
متى ينطق رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري بالاعتذار؟ سؤال شغل الجميع خلال الـ24 ساعة الماضية، إذ تلقى الحريري رسائل ممن باتوا معنيين بملف التأليف تطلب منه التريث بانتظار المسعى الأخير لرئيس البرلمان نبيه بري قبل إعلان وفاة مبادرته.

ولكي يرفع الحريري عنه وزر 9 أشهر من فشل عملية التأليف أطلق عجلة جولته قبل الاعتذار التي بدأت بزيارة المفتي الشيخ عبداللطيف دريان اليوم (السبت) لإطلاعه على العقبات التي تعترض مهمته والتي دفعته لحسم قراره، ثم انضم إلى الاجتماع الدوري للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى «أعلى مرجعية سنية» وأطلع الحاضرين على نيته بالاعتذار. وقال الحريري بعد خروجه: البلد يتدهور اقتصادياً واجتماعياً، ما يهمّنا هو البلد وهذا فحوى الحديث الذي دار داخل المجلس. وتوجه بعد ذلك للقاء رؤساء الحكومات السابقين على أن يكون لقائه مع بري حاسما لجهة تحديد موعد الاعتذار.


من جهته، حذر المجلس الشرعي من أن هناك من يدفع الأمور إلى الهاوية، وقال في بيان له: لن نسمح بالمس بصلاحيات رئيس الحكومة المكلف تحت أيّ حجّة، معلنا دعمه للحريري انطلاقاً من الدستور المنبثق من الميثاق الوطني. واتهم المجلس فريق السلطة بتهيئته الأجواء لإثارة النعرات المذهبية والطائفية ما يعرّض لبنان للفوضى وتحوّله إلى عصر الجاهليّة. ولفت إلى أن هناك لا مبالاة وعدم اكتراث وتخبّطا لدى المتحكّمين برقاب اللبنانيين، لأنهم غارقون في نرجسيّتهم الوهميّة ويرفضون مدّ يدهم لإنقاذ لبنان من الغرق في دوامة ‏الفوضى والانهيار.‏

وعبر عن أسفه كون لبنان في عاصفة في بحر هائج فيما حكامه ينصرفون إلى جدال عقيم حول جنس الوزراء وتبعياتهم في الوقت الذي ‏تشرف السفينة على الغرق.‏ كما عبر عن أسفه كون المسؤولين أعدموا الفقراء وأصبحنا أمام تدهور كارثيّ، مؤكدا أن لبنان باقٍ والفاسدين إلى زوال.