-A +A
فهيم الحامد (جدة)
من الفشل في تصدير الثورة إلى الفشل في إحياء دولة فارس، يسير نظام الملالي نحو حتفه ونهايته الطبيعية، فالنظام الذي يعتمد على نشر الفتنة وتدريب وتسليح وتمويل الإرهاب وإيواء قادة وعناصر التنظيمات المتطرفة لا بد أن تكون نهايته مأساوية، وعلى قدر ما نفذ من عمليات إرهابية وسفك من دماء، وعلى قدر ما نشر من الخراب والرعب ليس في المنطقة فحسب وبل وفي كل مناطق العالم، ستكون نهايته.

النظام الإيراني بات يتفنن في استفزاز وتحدي المجتمع الدولي وانتهاك قوانينه واتفاقاته، ولم يعد مجديا أمام كل هذا الصلف والغرور الاستمرار في المهادنة وسياسات اللين وتقديم الجزرة من دون العصا، وهي سياسات أثبتت فشلها منذ عام 1979 وحتى الآن.


فعلى مدى أكثر من 4 قرون أثبت نظام طهران للعالم أجمع أنه لا يرعوي إلا للقوة، وأن محاولات الجلوس معه على موائد التفاوض والحوار هي نوع من العبث وتضييع الوقت والجهد، فهو يستثمر هذه الإجراءات في المزيد من تخصيب اليورانيوم وبناء وتشييد منصات إطلاق الصواريخ وتحصينها في منشآت تحت سطح الأرض وهو ما كشف عنه أول تقرير للمخابرات الأمريكية في عهد الرئيس جو بايدن. وجاء ما كشفته لجنة المخابرات الأمريكية عن الأدوار السلبية لنظام طهران مؤكدا أن قادة «القاعدة» مختبئون في إيران ويديرون عمليات التنظيم الإرهابي من هناك. وأن الظواهري ما زال مختبئا داخل الأراضي الإيرانية. وكتبت الصحفية الأمريكية باربرا ستار في تغريدة على «تويتر» إنه من غير الممكن تجاهل ما يجري، مضيفة أن طهران وبعد 10 سنوات على مقتل أسامة بن لادن سمحت لقادة القاعدة بالاختباء على أراضيها.

وعلق وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو على هذه المعلومات، مؤكدا أن إيران هي المقر الرئيسي لعمليات القاعدة الإرهابية العالمية. كما رأى أن تلك العمليات تنفذ بموافقة من النظام في طهران.

وصنّف تقرير الاستخبارات المعروف باسم «تقييم التهديد السنوي» إيران على أنّها التهديد الرئيسي لمصالح الولايات المتّحدة والدول الحليفة في الشرق الأوسط، وكشف أن إيران تملك مخزونا مخيفا من اليورانيوم منخفض التخصيب.

وأفاد أول تقرير للمخابرات في عهد إدارة الرئيس جو بايدن بأن إيران تركز جهودها على تعزيز قدرات وكلائها لتهديد حلفاء واشنطن، مؤكدا أن الإستراتيجية الإيرانية تهدف لضمان بقاء النظام وتحقيق الهيمنة الإقليمية.

وأوضح أن دعم إيران للحوثيين بالأسلحة والمستشارين جاء في إطار تسهيل شن هجمات على السعودية، كما أن طهران تؤثر على وتيرة الهجمات التي تشنها المليشيات ضد مصالح واشنطن في العراق، وأنها تدعم مليشيات الحشد حفاظا على نفوذها العسكري والسياسي.

ووفق فورين افيرز تسعى إيران من إبقائها قادة القاعدة لديها لضمان عدم تنفيذ التنظيم هجمات ضدها، خصوصا أنه سبق له أن هاجم وكلاءها في الشرق الأوسط، بما في ذلك «حزب الله» اللبناني وجماعة الحوثي اليمنية. لكن المجلة الأمريكية تشير إلى أن وجود هذه القيادات في إيران لا يعني بالضرورة أن طهران تقدم دعما ماديا لعمليات القاعدة.

توظيف إيران لتنظيم «القاعدة» هو مبرر للعلاقة الميكافيلية التي بدأت تتبلور بدور إيران في إيواء قادة وعناصر التنظيم ومساعدتهم، بعد فرارهم من أفغانستان، واللجوء إلى طهران التي تعاملت معهم بميكافيلية عدو عدوي صديقي، مما يؤكد أن إيران تستخدم هذه التنظيمات في إحداث الفوضى وضرب مصالح معارضي سياستها، حتى ولو كانت في التحالف مع تنظيم يناصبها العداء والتكفير في أدبياته وفتاوى منظريه وعرابيه، إذ إن نظام المرشد الإيراني هو الذي قام بترجمة كتب سيد قطب ومنهجه التكفيري من العربية إلى الفارسية، وقام بتدريسه في مدارس الحرس الثوري.