حسان دياب
حسان دياب
-A +A
راوية حشمي (بيروت) HechmiRawiya@
تتجه الأنظار إلى حكومة «حزب الله» التي فشلت في استعادة أو في حيازة الثقة الشعبیة والدولیة، والتي يبدو أنها فقدت الثقة بنفسھا، وبالطریقة التي تدیر بھا الأزمة وبقدرتھا على اقتراح الحلول، إذ إنها ما زالت تراوح مكانھا وتدور في حلقة مفرغة، ما أدى إلى نشوء «محاور وزاریة» داخلها موزعة بین الرئاسات الثلاث.

الحكومة التي شغلھا «خلاف الأرقام» خلال عملیة التفاوض مع صندوق النقد الدولي، شغلها الشاغل حالیاً الخلافات السیاسیة على نحو ما كشفته جلسة مجلس الوزراء أمس (الأربعاء) التي كانت متوترة، وشھدت أكثر من «اشتباك كلامي» حول أكثر من ملف.


وكشفت مصادر سياسية مطلعة في بيروت لـ«عكاظ»، أن حكومة حسان دياب دخلت فعلياً في مرحلة تصريف الأعمال وأن استقالتها باتت قاب قوسين أو أدنى مع تخلي الأفرقاء الذين دعموها وآخرهم التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل بعدما شهدت الساعات الأخيرة حالة تجاذب ونفور بين وزراء التيار ورئيس الحكومة.

وأفادت المصادر بأن البحث في الاسم البديل لرئاسة الحكومة يجري بشكل حثيث، وتبدو أسهم النائب السابق لحاكم مصرف لبنان محمد بعاصيري هي المرجحة على المستوى الداخلي فيما اسمه لم يحظ بعد بأي ترحيب خارجي وهذا من شأنه إعاقة عملية إجراء تغيير حكومي حتى هذه اللحظة.

دياب وفي مستهل الجلسة الحكومية وإدراكاً منه لمصير حكومته اتهم جهات محلية وخارجية بمحاصرة اللبنانيين وإدخال لبنان في صراعات المنطقة.

وأضاف: سكتنا كثيراً عن ممارسات دبلوماسية فيها خروقات كبيرة للأعراف الدولية حرصاً على الصداقات والعلاقات لكن هذا السلوك تجاوز كل مألوف في العلاقات الأخوية والدبلوماسية.

وفِي تفاصيل الاشتباك السياسي، فإن شبح الاستقالات خیّم على جلسة الأربعاء التي يمكن تسميتها «جلسة الخلافات»، إذ ترددت كلمة «الاستقالة» أكثر من مرة على لسان أكثر من وزیر. فعندما قرر مجلس الوزراء تعلیق البت باستقالة المدیر العام لوزارة المالیة غازي وزني عقب التوتر الذي ساد بینه وبين الفريق الوزاري العوني، على خلفية رفض طلب استقالة بیفاني بذریعة أنھا ستؤثر سلباً على عملیة التفاوض مع صندوق النقد، أعرب الوزیر في المقابل عن إصراره على وجوب قبول استقالة بیفاني في مجلس الوزراء، وقال حاسماً: «إذا رفضتم استقالته أستقیل أنا».

بالمقابل، وفي أول زیارة لمسؤول أوروبي منذ تشكیل هذه الحكومة، یصل وزیر الخارجیة الفرنسي جان إیف لودریان إلى بیروت قریباً لإبلاغ السلطات اللبنانیة بالموقف الفرنسي.

لودریان الذي تحدث أمام النواب في البرلمان الفرنسي، حذر من أن الوضع ینذر بالخطر في ظل وجود أزمة اقتصادیة ومالیة واجتماعیة وإنسانیة تتفاقم الآن بفعل مخاطر جائحة كورونا. وقال إن الأزمة الاجتماعیة المتفاقمة تخاطر بزیادة احتمالات تفجر أعمال العنف. وقال إنه یتعیّن على الحكومة تنفیذ إصلاحات حتى یتسنّى للمجتمع الدولي مد ید المساعدة للبنان، معبّراً عن قلق بلاده تجاه الأزمة في لبنان، واصفاً الوضع بالمزعج، محذراً من أن تفاقم الوضع الاجتماعي ینذر بالعنف.