-A +A
راوية حشمي (بيروت) hechmirawia@
عاد المحتجون اللبنانيون أمس (الأحد) إلى الساحات في رياض الصلح والشهداء وفي صيدا وصور وطرابلس تحت شعار (لارجعة للوراء)، ما يعني أن الشعب على استعداد لاستكمال المواجهة بعد ليلة دامية مع القوات الأمنية خلفت عشرات الجرحى، فيما لاتزال السلطة الحاكمة بعد أكثر من 3 أشهر من الحراك تمارس اللامبالاة والاستخفاف بمطالب الشارع وتتمسك ببقائها وحصصها.

السلطة لم تهتم بمهلة الـ 48 ساعة التي منحها الحراك والتي إن انتهت دون تحقيق أول مطالبه بتشكيل حكومة أخصائيين تأخذ بعين الاعتبار مطلب الثورة كبند أساسي في حل الأزمة بعيداً عن المحاصصة وتقسيم المغانم، سيكون الرد قاسياً، وقد ظهرت بوادره في محاولة اقتحام البرلمان لإسقاط السلطة التشريعية التي ما زالت تمنح الشرعية للمتحكمين بأمر البلاد، وسرعان ما تحولت عملية الاقتحام إلى حرب حقيقية وسط بيروت بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب مدعومة بالجيش وشرطة مجلس النواب التي ردت بعنف مفرط تجاه المحتجين.


«ما في رجعة للوراء» قرار اتخذه الشعب اللبناني المصمم على المواجهة بكل الوسائل والسبل، فهل تعود السلطة خطوة إلى الوراء وتعيد حساباتها بأن الحكومة أولوية لإنقاذ لبنان وليست «قطعة جبنة»؟

وفي هذا السياق، دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​، المعنيِّين بتشكيل ​الحكومة​، وفي طليعتهم رئيسها المكلَّف ​حسان دياب​ والرئيس ​ميشال عون​، لجعلها حكومة طوارئ لا حكومة محاصصة، لئلاَّ تفشل مثل سابقتها.

وقال في تصريح أمس: «لو كان عند المسؤولين في لبنان ذرَّة من الإنسانية، وبخاصة الذين يُعرقلون تشكيل حكومة يُطالِب بها الشارع منذ 93 يومًا على الطُّرُقات وفي السَّاحات لَسَارعُوا منذ استقالة الحكومة وتكليف رئيسٍ جديد، إلى تشكيل حكومة إنقاذٍ مصغَّرة من أخصَّائيِّين ومستقلِّين عن الأحزاب. واتهم السياسيين بأنَّهم شوَّهوا معنى السِّياسة وجوهرِها ومبرِّر وجودها وجعلوها وسيلةً للتِّجارة في الحصص والمكاسب باسم الطَّوائف فيما هي براءٌ منهم. وتوجه إلى المعرقلين قائلا: أنتم تتحمَّلون مسؤوليَّة الخزي والعار لما جرى مساء الأربعاء في شارع الحمرا، ونهار أمس الأول في بيروت». وعليكم تقع مسؤوليَّة تنامي الدَّين العامّ حتَّى بلوغه 90 مليار دولار وهبوط النَّاتج المحليّ من 56 مليارا إلى 52 مليار دولار، وعليكم تقع مسؤوليَّة صرف 18 ألف موظَّف من عملهم، وعليكم تقع مسؤوليَّة أزمة المستشفيات بنقص الأدوية والمعدَّات.