في قلب المشاعر المقدسة، تنبض المملكة بقوتها اليقظة، إذ باشرت قوات أمن الحجاج تنفيذ مهماتها الميدانية وفق خطط مدروسة، واستعدادات محكمة عكست براعة التخطيط وسرعة التنفيذ، وسط استشعار كامل للمسؤولية، ودخلت قوات الأمن، بكل تشكيلاتها، الميدان بروح انضباطية عالية، ورفع سقف الجاهزية إلى أعلى درجات الحزم، تأكيداً على أن أمن الحجاج خط أحمر، وسلامتهم أولوية لا تعرف المساومة.

وفي المشهد الميداني، برزت تكتيكات وقائية متقدمة، منها أنظمة المراقبة الذكية المتحركة، وتفتيش إلكتروني دقيق، وتمركز أمني مدروس في الممرات الحيوية ومراكز الضبط الأمني، وهي منظومة تعمل بانسيابية، لتفويج الحشود داخل المسجد الحرام والمنطقة المركزية والمشاعر، مع ضمان انسياب الحركة دون تعارض أو ازدحام، عبر توزيع أمني هندسي يحاكي مفاهيم الاتزان.

ولا يتوقف المشهد عند تأمين الطرق ومداخل العاصمة المقدسة، بل يمتد إلى أعماق الجبال والطرق السريعة، إذ تنتشر نقاط الرقابة بثبات، ترصد، وتتابع، وتمنع قبل أن يتحول الاشتباه إلى خطر.

وقدمت القوة الأمنية نموذجاً فريداً في التعامل مع التحديات، من خلال تكامل بين التكنولوجيا والإنسان، بين العزم والانضباط، وبين الحس الوطني وروح الواجب. وكل تحرك مرصود، كل زاوية محمية، وكل ثغرة مغلقة، في تأكيد مستمر على أن أمن الحج يُصنع بجهود لا تهدأ، وعيون لا تنام، وأيادٍ تعرف طريقها إلى الفعل المبكر.

في حج هذا العام، تكتب المملكة من جديد فصلاً ناصعاً في كتاب الإدارة الأمنية الاحترافية، تؤكد فيه للعالم أن الحج آمن. لأن وراءه وطناً آمناً، وجنوداً أوفياء، وقيادة جعلت من خدمة ضيوف الرحمن شرفاً لا يعلوه شرف.