عبدالله الحارثي.
عبدالله الحارثي.
-A +A
عبدالعزيز الربيعي (مكة المكرمة) arabiue@
اعتبر المتحدث السابق باسم الدفاع المدني اللواء عبدالله ثابت الحارثي، خدمة ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة من أجمل الأعمال التي كان يحرص عليها في شهر رمضان المبارك. مشيراً إلى أن يوميات أم حديجان في ليالي رمضان ما زالت عالقة في الذاكرة، ولا يزال يحمل أجمل الذكريات لقريته المريفق الوادعة جنوبي الطائف.

قرص مغموس


• ماذا يعني لك رمضان، وماذا في الذاكرة عنه ؟

•• حالة روحانية من النقاء والتجلي السامي بين العبد وربه، ولحظات إيمانية قل نظيرها في غيره من الشهور؛ لما تختزنه الذاكرة من أيام الطفولة، فالشهر الكريم هو أجمل الذكريات، كنا نعيش أنماطاً من السلوكيات والتربية، منها صيام نصف اليوم ثم إفطار ثم صيام وما يصاحب ذلك من جهالة طفل في الاختباء في ركن خفي من أجل شربة ماء أو خبز قرص مغموس في فنجال شاهي، وكان لنا أدوار نظراً لعدم وجود ميكرفونات في المساجد، نصيح إذا أذن المؤذن للمغرب «فطورك يا صائم لك الجنة دائم».

‏• ما الذي بقي من ذكريات أول رمضان صمته ؟

•• حقيقة لا أذكر ذلك اليوم بالضبط، لكني أذكر أن والدي - حفظه الله - كان حريصاً كل الحرص على تدريبنا وتأهيلنا للصيام منذ سن صغيرة، من خلال التحميس والتشجيع، وعلى المستوى الشخصي كانوا يحمسونني؛ لأنني أكبر إخواني، وأنا قدوة، وبحق كان للصيام بالصغر شعور فيه متعة وإحساس أنك أضحيت من الكبار.

إيدام ورز قليل

• كيف كنت تصوم وتفطر وتتسحر ؟

•• كان الإفطار بسيطاً جداً يتواءم مع طبيعة الحياة والرفاهية المعدومة، التمر والشوربة حسب الظروف المعيشية للأسر وما يصلهم من صدقات، وكذا كان حال السحور «خبز وإيدام وشيء من رز قليل»، والآن نحمد الله في نعم كثيرة وسفر فيها ما لذ وطاب من الأطعمة.

‏• ما الشخصية المحببة لك في رمضان ؟

•• جدتي لوالدي «مصلحة»، رحمها الله، كانت فارقاً في حياتي وفي رمضان لها دور كبير في حياتي والكثير من الأنماط السلوكية نهلتها منها.

‏• ماذا تقرأ خلال شهر رمضان ؟

•• بما أننا مقصرون في قراءة القرآن طوال العام، فإنني أقضي جُل وقتي في تلاوة القرآن الكريم.

‏• ما الطبق الأثير على المائدة ؟

•• التمر والسمبوسة والشوربة والتوت.

طاش والعاصوف

• ما البرنامج التلفزيوني الذي تحرص على متابعته ؟

•• متابعتي للتلفزيون برمضان قليلة جداً، وتقتصر على فترة بعد المغرب في السابق أم حديجان والشيخ علي الطنطاوي والأديب حسين زيدان ثم طاش ثم العاصوف.

‏• من تدعو للإفطار معكم ؟

•• الأقارب والأهل والأصحاب ومن يشرفنا نتشرف به.

‏• ما الذي تفتقده في رمضان ؟

•• نعتقد أنه شهر مبارك، وله خصوصية يجب أن نتغير فيه وتتغير سلوكياتنا.

‏• ما الذي تود لو أن كل الناس تلتزم به ؟

•• التسامح ونبذ الخلافات والتصالح مع الناس ومع النفس.

أشعر بالحنين لهم

• أي عمل تلفزيوني عصيّ على النسيان ؟

•• أم حديجان، طاش ما طاش.

‏• هل التقاعد توقف للشخص ؟

•• لا أرى ذلك، بل هو محطة يجب أن تكون الأبهى والأجمل في مراحل عمر الإنسان، وأن تكون مفعمة بالنشاط والحيوية والتفاؤل والعمل.

• كيف كنت توفق بين العمل الإعلامي والصوم في رمضان خصوصاً خلال أعمالك في مكة المكرمة ؟

•• مشاعر التشرّف بالعمل في خدمة الزوار والمعتمرين لا يضاهيها شيء في جمالها وراحتها ومتعتها، يشهد الله أنها متعة، فهي مختلفة عن أي مهمة عمل أخرى، فأنت كلما زادت عليك ضغوط العمل شعرت بأنك في قمة سعادتك وراحتك، بحق خدمة الزوار والمعتمرين شرف كل يتمناه ويحلم به، وعندما أشاهد زملائي هذه الأيام أشعر بحنين ورغبة في أن أكون معهم، وفقهم الله.

• ماذا بقي لك من ذكريات في قريتك الجميلة ؟

•• قرية وادي المريفق بني الحارث جنوبي الطائف، تبعد بنحو 160 كيلومتراً، وهي قرية وادعة فيها ذكريات أجمل مراحل عمري الطفولة وأقاربي، فيها رفقاء الدرب، فيها ذكريات مزارعنا، وأتذكر الروابط المبهرة والمميزة من الود والحب والتكاتف والقرب بين أهلها، بصدق والله إنها من أجمل وأرق أيام حياتي، رحم الله من مات وحفظ الأحياء منهم.