-A +A
محمد الشهراني (الدمام) mffaa1@
في أواخر شهر ربيع الثاني الماضي وصل مجموع الإبل المرقمة إلى أكثر من 1.5 مليون بحسب ما أعلنت عنه وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية. شريحة بحجم حبة الأرز تزرع خلف عنق الإبل، مدونة فيها جميع المعلومات الخاصة بالمالك والمملوك. وحثت الوزارة جميع الملاك على التسجيل لترقيم إبلهم تسلسليّا من 15 وحدة يمكن قراءة المعلومات المرتبطة بها بواسطة جهاز مهيأ لهذا الغرض.

واعتاد أهالي الإبل خصوصا في الجزيرة استخدام ما يطلق عليه «الوسم» كوسيلة متفق عليها لتمييز الأملاك عن بعضها، وهو تقليد عربي قديم، اتخذه الناس شعاراً لهم، إذ يعد من الناحية العرفية والقانونية والقضائية من وسائل إثبات الملكية ومن دلائل وحدة النسب والترابط الاجتماعي لتأتي الشريحة الإلكترونية كاستخدام للتقنية الحديثة في التسجيل والترقيم الإلكتروني لاعتماد مشاركة الإبل في المهرجانات، خصوصاً مهرجان الملك عبدالعزيز، لتكون الشريحة الإلكترونية بديلا لـ«الوسم»، الذي كان متعارفاً عليه في السابق. ولا يزال أهالي الإبل يقومون به كإرث تاريخي في أقطار الجزيره العربية، بينما تعد الشريحة الإلكترونية اليوم عنصراً فاعلاً ومهماً للمستقبل والحاضر لحصر الثروة الوطنية في مشروع تقوم به وزارة البيئة والمياه والزراعة.


فواجع عتمة الليل

هادي العجمي يرى أن خطورة الإبل السائبة تكمن خلال تحركها تحت عتمة الليل، وتركها سائبة ترعى في البراري المحاذية للطرق السريعة لتتحرك بحريتها دون أن يكون هنالك راع لها يحدد لها مساحة حركتها في مناطق رعوية شاسعة، فبعض ملاك الإبل للأسف لا يأبهون ما إذا كانت تحركات إبلهم ستداهم الطرق السريعة، وقد تودي بأرواح المسافرين والمتنقلين الأبرياء بين مختلف المناطق.

ويتفق معه مفرح السبيعي ويضيف أن الإبل غالباً ما تتحرك ليلاً، فتصعب رؤيتها في الظلام، مع افتقار بعض الطرق للإنارة، خصوصاً أن عابري الطرق من المسافرين لمواقع ومدن بعيدة تستهلك رحلات طويلة، ما يتطلب معه اتخاذ إجراءات سريعة، تمنع تكرار الحوادث. ولعل الشريحة التي أقرتها وزارة البيئة والزراعة تحد من الفواجع خصوصاً إذا عرف صاحب الإبل بأنه سيكون تحت طائلة القانون.

منصة مشتركة مع أمن الطرق

أكدت وزارة الزراعة أن الهدف من الترقيم يتلخص في توفير معلومات مفصلة ودقيقة عن أعداد الإبل وأنواعها وأجناسها وتوزيعها الجغرافي بالسعودية، والمساهمة في تحسين صحة الإبل من خلال السيطرة على تفشي الأمراض، والمحافظة على الصحة العامة عبر السيطرة على الأمراض المشتركة، إضافة إلى التحسين الوراثي والكفاءة الإنتاجية مع إعطاء الإبل صفة مميزة ثابتة يمكن التعرف عليها بواسطتها.

وأوضحت «البيئة» أنه وضمن سعيها إلى التكامل مع الجهات الأخرى؛ تم ربط المنصة مع أمن الطرق بوزارة الداخلية، وذلك من أجل تسهيل الإبلاغ عن الإبل السائبة، كما تم ربط المنصة مع نادي الإبل بهدف دعم المشاركة في المسابقات المحلية والدولية.

نادي الإبل يُعلق الشرائح لـ 3 أعوام

أصدر نادي الإبل قبل أسبوعين قراراً بتعليق الشرائح الإلكترونية لمدة 3 أعوام، وتضمن القرار حرمان مشاركة الشرائح في كافة الفعاليات والأنشطة التي يشرف عليها النادي وعلى رأسها مهرجان الملك عبد العزيز للإبل، وذلك عند عودة ملكية الإبل إلى البائع بعد انتهاء المشاركة من تاريخ صدور القرار وفق الإثباتات الرسمية لملكية المتن (الشريحة الإلكترونية)، ومنع مشاركة البائع بنفس الشريحة لمدة 3 أعوام. وأشار النادي إلى أن الشريحة الإلكترونية تخضع إلى رقابة من الجهات ذات العلاقة، إذ يأتي القرار لحماية المشاركين من التحايل وتحقيق عدالة المنافسة وضبط أسواق الإبل في البيع والإيجار. وبيّن نادي الإبل أن كافة عمليات انتقال الشرائح مرصودة ومتابعة، مشدداً على أنه ستصدر في وقت لاحق ضوابط سوق الإيجار في النسخة السابعة من مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل بنسخته السابعة.

ومن أسماء الوسوم الهلال، العراقي، لعضاد أو العاضد، الجران، الدامع أو الدويمع، الباعج، اللاحي، المخدع، المصراع، العقال، والقلادة وعادة ما تكون وسوم الإبل على الرقبة أو الفخذ.

موظف بلا راتب!

يتساءل مواطنون عبر «عكاظ»: هل ستحد الشريحة التي أطلقوا عليها «موظف بدون راتب» من الإبل السائبة التي تسببت في حوادث مميتة وفواجع لا تنسى؟

يطالب بداح القحطاني الجهات المعنية بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة بتطبيق الشريحة الذكية بدلا من «الوسم» الذي اعتاد أهالي الإبل وضعه على تلك الإبل لمعرفة تلك الإبل في حال إهمال بعض ممتلكيها وضياعها وانتشارها على جانبي الطرقات بحثاً عن العُشب.

وأضاف القحطاني أن الشريحة ستحمي أرواح عابري الطرق من خطر الإبل السائبة، وتعين كذلك في سن قوانين صارمة تحمي العابرين الأبرياء من تفشي الظاهرة المميتة، كما تعين وتساعد في فرض عقوبات وغرامات مالية كبيرة على من يقتنون الإبل ويتركونها سائبة على جانبي الطريق، وأشار إلى أنه في حال ضبط الإبل على الطرقات، وفرض غرامات مالية على مُلاكها سيحد ذلك من الإهمال، خصوصا أن تركها سائبة دون حسيب أو رقيب يصعب على سائقي المركبات في الطرق السريعة ضبط سرعتهم لتفاديها، ما يوقعهم في حوادث قاتلة تنتج عنها خسائر مادية وبشرية لا تعوض.