-A +A
عزز بدء الهدنة في اليمن؛ التي تزامنت مع حلول أول أيام شهر رمضان المبارك، آمالاً كبيرة في أن يكون بداية لتعقل المليشيا الحوثية، وإقبالها على محادثات سلام غير مشروطة، لتكون سانحة لن تتكرر لإحلال السلام في هذا البلد الشقيق الذي أدماه احتراب بنيه، بتحريض من قوى خارجية لم تكتف بالاستئثار باليمن وحده، بل تعمل جاهدة لزعزعة استقرار دول الجوار اليمني، خصوصاً السعودية والإمارات. ولذلك فإن الهدنة التي من المقرر أن تكون قد بدأت مساء السبت، على أن تستمر شهرين، قوبلت بالترحاب والتأييد من قبل المجتمع الدولي، خصوصاً السعودية، والتحالف الذي تقوده لإسناد الشرعية في اليمن. وإذا التزم الجانب الحوثي بنصوص اتفاق الهدنة الذي أعلنته الأمم المتحدة؛ فسيكون ذلك أول فرصة حقيقية للقبول بمفاوضات سلام بنية حسنة، ومن دون شروط مسبقة أدت في السابق إلى تدمير المساعي التي طمحت إلى تحقيق الهدف نفسه في اليمن. ومن شأن الهدنة أن تفتح المجال واسعاً وآمناً أمام منظمات الإغاثة الساعية لإنقاذ الشعب اليمني من الجوع والمرض والفقر. وعلى الحوثي ألا يستغل الهدنة مطية لإعادة جمع شتات المليشيا الخاصة به، بنية العودة للقتال والتدمير اللذين لن يتضرر منهما سوى الشعب اليمني.