-A +A
26 مارس 2022م، الذكرى الـ52 لليوم الوطني والاستقلال لجمهورية بنغلاديش الشعبية، وبهذه المناسبة أقدم التهانئ القلبية وتحياتي الحارة لأعضاء الجالية البنغلاديشية المقيمين في السعودية، وأتذكر بكل احترام أب الشعب بانغاباندو الشيخ مجيب الرحمن الذي حققنا استقلالنا تحت قيادته غير المسبوقة عام 1971م من خلال حرب التحرير التي استمرت تسعة أشهر، كما أشيد بجميع المناضلين البواسل من أجل الحرية على تضحياتهم الفائقة من أجل استقلال وطننا الأم، احترامي العميق موصول لشهداء حرب التحرير وكل أولئك الملايين من الناس الذين صمدوا أمام المعاناة.

أود أن أغتنم هذه الفرصة لأعبر عن عميق امتناننا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لقيادتهما القديرة ومساهمتهما في خدمة الأمة الإسلامية وقيادتهما الحكيمة لتحقيق رؤية 2030.


تتمتع بنغلاديش بعلاقاتها الثنائية الدافئة مع المملكة منذ بدء علاقاتنا الدبلوماسية عام 1975، واحتفلنا العام الماضي بمرور 45 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية، تُعزى العلاقات الممتازة بين بنغلاديش والمملكة إلى حقيقة أن كلا البلدين يشتركان في وجهات نظر مشتركة وقيم إسلامية وسلام وانسجام عالمي والالتزام بتعاون ثنائي من أجل النهوض بالأنشطة الاقتصادية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. قامت دولة رئيسة وزرائنا الشيخة حسينة بخمس زيارات رسمية للمملكة بين يونيو 2016 ومايو 2019م، كل هذه الزيارات خلقت بعدًا جديدًا في علاقاتنا الثنائية،

هذا العام أجرينا أول مشاوراتنا السياسية واتفقنا على زيادة تعزيز علاقتنا، كما اتفقنا على بناء علاقاتنا على أساس الإنجازات التي تحققت في الارتباطات الإنتاجية الأخيرة لإنشاء مستقبل من التعاون والتفاهم الأوثق على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف بين بنغلاديش والمملكة، نود أن نرى شعبي البلدين يبشران بلحظة حاسمة في رفع علاقتنا إلى مستوى جديد في الأيام المقبلة، لا سيما في مجالات الأمن والتجارة والاستثمار والتعليم والصحة والزراعة وتغير المناخ وحماية البيئة والقوى العاملة بين البلدين الشقيقين.

بنغلاديش هي مزيج ناجح من السوق التنافسي والبيئة الصديقة للأعمال وهيكل التكلفة التنافسية الذي يمكن أن يوفر لكم أفضل العوائد، إنها وجهة مثالية لرجال الأعمال السعوديين حيث إن لديها مجتمعاً مسلماً موهوباً من الشباب الديناميكي (ما يقرب من 90% من السكان مسلمون) مع حوافز جذابة، قد يستكشف المستثمرون المحتملون إمكانات هائلة في فرص الاستثمار في قطاعات مختلفة مثل صناعة السياحة وتقنية المعلومات وبناء السفن والمستحضرات الصيدلانية وغيرها في بنغلاديش، وفي عام 2021م وقعنا مذكرة تفاهم مع وزارة الاستثمار السعودية تسمح للشركات السعودية المؤهلة بالاستثمار في مشاريع عامة مناسبة في بنغلاديش، فقد أبدت عشرون شركة سعودية اهتمامها بالاستثمار في بنغلاديش وهناك عدد من هذه المقترحات في مرحلة التنفيذ.

بنغلاديش الآن نموذج يحتذى به للعالم النامي في الحد من الجوع وتحقيق النجاح في الصحة والتعليم ومكافحة تغير المناخ مع جائزة الأمم المتحدة، تعد بنغلاديش من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم حيث حققت نسبة نمو تزيد على 7% في العقد الماضي، حتى في السنة المالية 2020-21 كان نمونا الاقتصادي 6.94% وهو أعلى معدل نمو في العالم وسط جائحة كوفيد، اليوم نعتمد على أنفسنا في الإنتاج الزراعي.

وفي 26 فبراير 2021م تلقت بنغلاديش التوصية النهائية من الأمم المتحدة للخروج من فئة أقل البلدان نموًا (LDC) واستيفاء جميع المعايير الثلاثة للخروج من مجموعة أقل البلدان نموًا، الآن تتطلع البلاد إلى أن تصبح دولة مزدهرة بحلول عام 2041م، ويتم تنفيذ خطة دلتا 2100 لمدة 100 عام تحت القيادة الحكيمة لدولة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، وكانت بنغلاديش واحدة من البلدان الرائدة في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، وتعمل الآن بجدية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

لعدة عقود كانت بنغلاديش تلبي احتياجات العمال في كثير من مجالات العمل في سوق العمل السعودي، أثبت مجتمع المهاجرين البنغلاديشيين اعتمادهم على المدى الطويل عاملين بتقدير كبير من الشعب السعودي، وبنغلاديش مستعدة للمساهمة في تحقيق الرؤية الاقتصادية السعودية 2030.

بنغلاديش بلد محب للسلام، تأسست السياسة الخارجية للبلاد على شعار «الصداقة للجميع، ليس الحقد تجاه أحد» كما حدده أب الشعب لنا، بنغلاديش اليوم أكبر دولة مساهمة بقوات لعمليات حفظ السلام للأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم، تم ترشيحنا كرئيس للجنة بناء السلام التابعة للأمم المتحدة لعام 2022م ونقوم بدور نشط في بناء السلام في البلدان التي مزقتها الحروب وذلك من أجل النظام الدولي لحماية وتعزيز مصالح جميع الدول، لقد حللنا نزاعنا على الحدود البحرية مع جارتي الهند وميانمار بشكل سلمي، قمنا بتسوية نزاعنا الحدودي مع الهند منذ عقود من خلال الحوار، كمثال ملحمي للإنسانية قامت بنغلاديش بإيواء 1.2 مليون لاجئ من الروهينغا الفارين من الفظائع في ميانمار، ظلت بنغلاديش تشارك بكل الوسائل الدبلوماسية من أجل إيجاد حل سلمي لهذه الأزمة مع جارتها ميانمار، تتبنى بنغلاديش سياسة «عدم التسامح» تجاه خطر الإرهاب والتطرف العنيف بجميع أشكاله ومظاهره.

تتقدم بنغلاديش بسرعة وستواصل رحلتها لتحقيق حلم أب الشعب: «بنغال الذهبية»، فأود أن أحث أعضاء جاليتنا المحترمين في المملكة على مضاعفة جهودهم والقيام بدورهم في تحقيق هذا الحلم، يجب أن نستوعب جوهر حرب التحرير وننشر هذه القيم لأجيالنا الجديدة القادمة، فلنأخذ هذا القسم في هذه المناسبة الميمونة لاستقلالنا.

جوي بانغلا.

تحيا العلاقة بين بنغلاديش والمملكة العربية السعودية.

د. محمد جاويد باتواري

سفير بنغلاديش في المملكة العربية السعودية