ماجد قاروب
ماجد قاروب




يوسف غرم الله
يوسف غرم الله




حسن سفر
حسن سفر




عبدالله القرني
عبدالله القرني




خلود الأحمدي
خلود الأحمدي
-A +A
عدنان الشبراوي (جدة) Adnanshabrawi@
أجمع مختصون عدليون لـ«عكاظ» على أن يوم التأسيس ذكرى مهمة في الذاكرة الوطنية السعودية، ويحمل أهمية كبيرة في مسار تأسيسها واستمرارها.

وقال رئيس النيابة العامة في جدة سابقا الشيخ عبدالله محمد القرني، إن يوم التأسيس يؤرخ لأيام ومحطات مفصلية في تاريخ المملكة، قادت للحاضر المزدهر الذي تشهده المملكة حالياً، والمستقبل الزاهر الذي ينتظرها، بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. ولفت القرني إلى العمق التاريخي والحضاري والثقافي للدولة السعودية منذ تأسيسها قبل 3 قرون، والتلاحم والترابط الوثيق بين المواطنين وقيادتهم.


وقال القاضي السابق في المحكمة الجزائية المتخصصة بأمن الدولة الشيخ الدكتور يوسف غرم الله الغامدي، إن تأسيس الدولة السعودية الأولى مع تولي الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية منتصف عام 1139هـ (22 فبراير 1727) وكان عمره -آنذاك- 30 عاما، حيث ولد في الدرعية عام 1697، إبان تلك الفترة كانت شبه الجزيرة العربية تشهد فوضى سياسية، وكانت بلدانها وأقاليمها في فرقة وتشتت ودائمة القتال والحروب فيما بينها، ورغم صغر سنه إلا أنه كان لديه حس إداري ونظرة مستقبلية لإنشاء حضارة تزدهر عبر القرون، فرفع شعار الوحدة، وبدأ بمدينته الدرعية ووحَّد شطريها، وجعلها تحت حكم واحد، بعد أن كان الحكم متفرقًا بين مركزين لها. ومع بداية عهده بدأ مرحلة جديدة في شبه الجزيرة العربية، حيث وضع لبنة البناء والوحدة التي وحد معظم أجزائها، وأصبحت الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف. وتوالت الإنجازات في عهد هذه الدولة ومنها نشر الاستقرار في الدولة التي شهدت استقرارًا كبيراً وازدهارًا في مجالات متنوعة، واستقلالًا سياسيًا وعدم الخضوع لأي نفوذ في المنطقة أو خارجها.

وقال الدكتور حسن محمد سفر أستاذ نظام الحكم في جامعة الملك عبدالعزيز: يوم التأسيس هو اليوم الأول لقيام أول دولة مكتملة الأركان في الجزيرة العربية، وتعكس مناسبة يوم التأسيس رؤية لملحمة تاريخية ويوما في ذاكرة الأجيال ترويه مراحل الازدهار والتطور والإنجازات وتقلبات الزمن والتحديات في صناعة مجد خالد وقيادة الدولة بمنهج قويم، وتستذكر الأجيال اليوم بكل الحب ثمرات التأسيس الذي وضعه الأسلاف بسياسة متسقة ومنتظمة مع ظروف الحياة ومتطلباتها المتغيرة. ويجسد هذا اليوم ذكرى مجيدة لنا وفق رؤية ثاقبة حافظت على مكتسبات الوطن.

وقالت المحامية خلود ماجد الأحمدي إن المؤرخين ينظرون لتأسيس المملكة على أنه ملحمة تاريخية بطولية من بداية التأسيس مرورا بالحفاظ على الأماكن المقدسة وتمكين المسلمين من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام في أمن وأمان وليس انتهاء بدولة مدنية عظمى تتبوأ اليوم مكانة مرموقة في العالم. واعتبرت الأحمدي هذه الذكرى لتاريخ ناصع سطره قادة هذه البلاد بأسطر من ذهب وحملوا راية التوحيد ووحدوا البلاد من التشتت والحروب والانقسامات وتحول الوطن اليوم إلى دولة ضاربة في أعماق التاريخ.

وأكد المحامي ماجد قاروب رئيس مبادرة تكامل للمعونة القضائية، أن يوم التأسيس يخلده التاريخ بكل الحب والولاء لولاة الأمر الذين صنعوا معجزة القرن العشرين. وقال: خرجت العاصمة الإسلامية من جزيرة العرب إلى الشام والعراق ومصر، وتحدث العالم عبر العصور عن العواصم بغداد ودمشق وقاهرة المعز والقدس، وكل من يقارن تلك العواصم وآثارها في تلك العصور يلاحظ الفارق الكبير عن جزيرة العرب التي كانت على حالها بصحرائها والبدو الرحل، رغم أن فيها مكة المكرمة قبلة المسلمين والمدينة المنورة عاصمة الدولة الإسلامية التي ترأسها سيد الخلق عليه الصلاة والسلام ومن بعده الخلفاء الراشدون. وجاء الاحتلال العثماني للعالم العربي ورسخ الاهتمام بعواصمه على حساب الجزيرة العربية مع الاهتمام بالزراعة والفلاحة والشواطئ البحرية، وهي ما كانت تدر الغلال والأموال والسلاح والقوة، في حين كانت الصحارى والبراري القاحلة هي ما يميز الجزيرة العربية. لكل ذلك كانت صحوة رجال مخلصين من أهل العلم والصلاح لإنقاذ جزيرة العرب مما هي فيه من تأخر وتخلف وعصبية وجاهلية لأكثر من 1300 عام. وكانت انطلاقة عودة الرشد والدين والتوحد على كلمة الحق «لا إله إلا الله محمد رسول الله» مع آل سعود، توحدت خلفهم قبائل العرب والبدو مع الدولة السعودية الأولى بالدرعية ومن ثم الدولة السعودية الثانية في منطقة الرياض؛ التي حاول العثمانيون سحقها من خلال حروب ضروس في شمال وقلب وغرب وجنوب البلاد تصدى لها آل سعود ورجالهم وأبناء القبائل جيلاً بعد جيل وأعادوا تأسيس البلاد وتوحيدها على يد الملك المغفور له عبدالعزيز ورجاله في جهاد امتد لسنوات طويلة حتى توحدت نجد والحجاز وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية. هذا ما قدمه لنا الأجداد من آل سعود ومن ثم الملك عبدالعزيز وأبناؤه الملوك -رحمهم الله- والآن الملك سلمان يعيد تأسيس منزل الحكم ليستعيد عقود وقرون الآباء والأجداد ليتسلح بها لقرون قادمة برعاية وحماية أحفاد آل سعود يتقدمهم ولي العهد الأمين محمد بن سلمان.

وأضاف قاروب: لقد صنعوا في 3 قرون ما حاول فعل نقيضه العثمانيون ومن قبلهم في 1000 عام، ولذلك ليس لنا في ذكرى يوم التأسيس سوى تأكيد الحب والولاء لولاة الأمر الذين صنعوا معجزة القرن العشرين في تحويل الجزيرة إلى حاضرة من أهم حواضر العالم، والاجتهاد لحماية وتنمية هذا الوطن الغالي على الجميع لأنه مطمع الفرس والروم والأتراك وخونة العرب ومدعي الإسلام من منظمات الكفر والضلال والإرهاب من داعشي وقاعدي وحوثي وإخواني وممن على شاكلتهم.

وختم بقوله: كل الشكر والتقدير لهذه العائلة الكريمة، لقد أعادوا الجزيرة العربية ومكة المكرمة والمدينة المنورة إلى سابق عهدها ومكانتها حاضرة للعرب والمسلمين يأتون إليها من كل فج، وعاصمة للدين والاقتصاد والعلم والقرار والسلم والحرب. شكراً لملوكنا.. شكراً لملكنا ووالدنا وقائدنا سلمان بن عبدالعزيز.. كل الأعوام والعقود والقرون إلى يوم الدين إن شاء الله وهذا الوطن شامخ بأهله ورجاله وأبنائه وحكامه من آل سعود.