التحالف الإسلامي العسكري يعزز الحرب الدولية على التطرف.
التحالف الإسلامي العسكري يعزز الحرب الدولية على التطرف.
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
«إننا نتوعّد كل من تسوّل له نفسه القيام بعمل إرهابي واستغلال خطابات الكراهية بعقاب رادع ومؤلم وشديد للغاية».. رسائل حازمة وحاسمة وجهها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للإرهابيين وداعميهم ورعاتهم.

رسائل تحمل دلالات هامة من حيث التوقيت والمضمون، تؤكد فيها المملكة مجدداً أنها لا مساومة على أمن واستقرار السعودية بأي شكل كان، وأن المملكة ماضية في حربها الناجحة لمكافحة الإرهاب والتي حققت خلالها انتصارات نوعية.


تأتي تلك الانتصارات وفاء بتعهد قطعه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بشأن «القضاء على بقايا التطرف في القريب العاجل»، وإعادة المملكة «إلى الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح على جميع الأديان».

ذلك التعهد أعاد ولي العهد التذكير به في تصريحات أخرى، قدم فيها كشف حساب بإنجازات المملكة في محاربة الإرهاب، ورؤيته المستقبلية الشاملة لاستمرار تلك الانتصارات.

ومن هذا المنطلق سعت السعودية لتأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وتعمل الدول الأعضاء معا لتنسيق وتكثيف جهودها في الحرب الدَّولية على التطرف العنيف والإرهاب والانضمام إلى الجهود الدَّولية الأخرى الرامية إلى حفظ الأمن والسِّلم الدَّوليين.

كما تعمل على محاربة الفكر المتطرف، وينسق كافة الجهود لمجابهة التوجهات الإرهابية، من خلال مبادرات فكرية وإعلامية ومالية وعسكرية، ويرتكز مجهودات التحالف على القيم الشرعية والاستقلالية والتنسيق والمشاركة، وسعى إلى ضمان جعل جميع أعمال وجهود دول التحالف في محاربة الإرهاب متوافقة مع الأنظمة والأعراف بين الدول.

وأكد الأمير محمد بن سلمان - يحفظه الله - في 2018 خلال افتتاحه الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، الذي عقد في الرياض قائلا، «ليس أكبر خطر حققه الإرهاب والتطرف قتل الأبرياء أو نشر الكراهية، أكبر خطر عمله الإرهاب هو تشويه سمعة ديننا الحنيف، وتشويه عقيدتنا، لذلك لن نسمح بما قاموا به، فاليوم بدأت ملاحقة الإرهاب، واليوم نرى هزائمه في كثير من دول العالم، خصوصا في الدول الإسلامية، واليوم سنؤكد أننا سنكون - نحن - من يلحق وراءه، حتى يختفي تماما من وجه الأرض».

وتشدد الحكومة السعودية في كل مناسبة على أن التنظيمات الإرهابية لا تتصل بالإسلام ولا بأية ديانة سماوية، وإنما تمثل نفسها لمصلحة الانتماء إلى إيديولوجيا التطرف والإرهاب. كما أن كل الدلائل تشير إلى أن صلابة التوجه السعودي لمكافحة التطرف والإرهاب نابعة من مبادئ الدين الإسلامي الذي حاول أعداؤه، من المتطرفين والإرهابيين، ارتكاب جرائمهم البشعة باسمه في أكبر محاولة تشويه يتعرض لها الإسلام، وهو الأمر الذي أجمع عليه المشاركون في الجلسة الافتتاحية لمنتدى الرياض لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب (2017)، مشددين على أن التطرف والإرهاب لا يمكن ربطهما بدين أو منطقة معينة. كما أكدوا أهمية الدور الذي تقوم به المملكة في محاربة الإرهاب، لتعزيز الأمن والسلام العالمي.

تواصل المملكة العربية السعودية بخطوات حازمة جهودها المتميزة في مكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف بمختلف أشكاله وصوره محليا وإقليميا ودوليا، وأسهمت بشكل كبير في التصدي بفعالية لهذه الظاهرة وويلاتها ونتائجها المدمرة وفق الأنظمة الدولية، ودعت المجتمع الدولي إلى التعاون جميعا للقضاء على الإرهاب الذي طال وباله المملكة والعديد من دول العالم.

واستطاعت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - اتخاذ مواقف حازمة وصارمة ضد الإرهاب بأشكاله وصوره، من خلال إقرار عدد من التنظيمات والقوانين، إلى جانب المساهمات الدولية على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأعطت المملكة مكافحة تمويل الإرهاب أولوية قصوى، وكان ذلك من إسهامها بشكل فاعل في جميع المحافل الدولية والإقليمية، كما بذلت في هذا الصدد جهودا كبيرة على المستوى التشريعي والقضائي والتنفيذي، حيث أصدرت الكثير من الأنظمة والتعليمات واتخذت عدة إجراءات وتدابير عاجلة ومستمرة لتجريم الإرهاب وتمويله. وحثت المملكة المجتمع الدولي على التصدي للإرهاب ووقفت مع جميع الدول المحبة للسلام في محاربته والعمل على القضاء عليه واستئصاله من جذوره ودعت المجتمع الدولي إلى تبني عمل شامل في إطار الشرعية الدولية يكفل القضاء على الإرهاب ويصون حياة الأبرياء ويحفظ للدول أمنها واستقرارها. ومنذ أن وقعت المملكة على معاهدة مكافحة الإرهاب الدولي في منظمة المؤتمر الإسلامي خلال شهر مايو 2000م، وهي تواصل جهودها في استئصال شأفة الإرهاب بمختلف الوسائل، والتعاون مع المجتمع الدولي في جميع المحافل الدولية التي تهدف إلى الوقوف لمواجهة هذه الظاهرة واجتثاثها، وتجريم من يقف خلفها.

وكانت المملكة التي تعد من أوائل الدول التي أولت التصدي لظاهرة الإرهاب اهتماما بالغا على مختلف المستويات، ولا تزال تذكر العالم في كل مناسبة محلية وإقليمية ودولية بخطورة هذه الظاهرة وخطورتها في زعزعة واستقرار أمن العالم.