المتطوع للإصابة ألاستر فريزر (18 عاماً).
المتطوع للإصابة ألاستر فريزر (18 عاماً).




المتطوعة للإصابة جينيفر رايت.
المتطوعة للإصابة جينيفر رايت.
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
تبدأ غداً (الأربعاء) في لندن تجربة سريرية هي الأغرب من نوعها في العالم. وقد أشعلت الأسافير بغرابتها، ومخاوف كثيرين منها. فمن المقرر أن يتوجه اليوم متطوعون بريطانيون إلى الطابق الحادي عشر من أحد أكبر مشافي العاصمة البريطانية ليحصلوا على ما ظل 7.8 مليار نسمة، هم سكان المعمورة، يتفادونه: ليحصلوا عمداً على عدوى فايروس كورونا الجديد! ويأتي ذلك في سياق تجربة سريرية منحت الضوء الأخضر من قبل الجهات الصحية المختصة في المملكة المتحدة. وذلك لتمكين العلماء من معرفة سلوك فايروس كوفيد-19. وسيتم إعطاء المتطوعين حملاً ضئيلاً من الفايروس عن طريق الأنف. وسيتم عزلهم في غرف بالطايق نفسه مدة أسبوعين يخضعون خلالها للمتابعة الطبية اللصيقة. وسيتم في فترة لاحقة اختيار متطوعين من الأشخاص الذين حصلوا على التطعيم بلقاحات كوفيد-19 ليتم منحهم العدوى الفايروسية، ما سيتيح للأطباء تقويم أداء اللقاحات بشكل أدق. ويأمل العلماء في معرفة الطريقة التي سيتصرف بها جهاز المناعة لدى هؤلاء المصابين، وبالتالي مقارنة أداء اللقاحات والأدوية المطورة خصيصاً لمعالجة مرض كوفيد-19. وقال أحد المشرفين على التجربة السريرية أستاذ المناعة في جامعة إمبريال كوليدج في لندن بيتر أوبنشو إن من شأن التجربة أن تتيح اختبار أدوية ولقاحات جديدة على المتطوعين. وكان العلماء في عقود سابقة أجروا تجارب سريرية مماثلة لإصابة متطوعين بفايروسات التيفويد والكوليرا لاختبار لقاحات كانت قيد التطوير. وفي حين توجد أدوية لهذين المرضين، فإن كوفيد-19 ليس له دواء حتى الآن. وهو ما أثار تساؤلات أخلاقية بشأن هذه التجربة. ولضمان عدم إصابة المتطوعين بأعراض مستفحلة، تقرر أن تقتصر التجربة على متطوعين أصحاء تراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً. غير أن المشكلة تكمن في أن أشخاصاً مثل هؤلاء المتطوعين أصيبوا بالفايروس. كما أن التأثيرات الصحية الناجمة عن الإصابة التي قد تستمر بعد التعافي تثير أيضاً تساؤلات في أخلاقية مثل هذه التجارب. ويقول المناوئون إن من مشكلات التجربة أن نتائجها ستقتصر على الفئة العمرية للمتطوعين، ولا يمكن سحبها على المسنين، أو الأطفال.

وفي سياق ذي صلة؛ طالب عضو اللجنة العلمية الحكومية البريطانية البروفسور جون إدموندز بضرورة بدء تطعيم الأطفال بأسرع ما يمكن، لأنه ما لم يتم تطعيم كل فرد في المجتمع سيظل خطر عودة الوباء للتفشي ماثلاً. وأوضح أدموندز أن كل فرد لم يخضع للتطعيم سيظل يشكل مصدراً محتملاً لنقل عدوى كوفيد-19 للآخرين، ولذلك فإن تطعيم جميع السكان يجب أن يشمل الأطفال. وحذر من أن السلطات ستضطر مراراً إلى إعادة إغلاق المدارس إذا لم يتم تطعيم كل الأطفال. وأعرب عن اعتقاده بأن هناك مبررات علمية ترجح ضرورة ضم الأطفال إلى الفئات المستهدفة ببرنامج التطعيم.


العالم لن يصل إلى «مناعة القطيع»... مطلقاً

حذر معهد الإحصاءات والتقويم الصحي التابع لجامعة واشنطن الأمريكية من أن العالم قد لا يصل مطلقاً إلى مرحلة «مناعة القطيع». وأضاف أنه حتى بالنسبة إلى الدول المحظوظة التي اقتنت كميات كبيرة من اللقاحات المانعة للإصابة بكوفيد-19 لن تتمكن من تحقيق «مناعة القطيع». ورجح أن السيناريو الأقرب للواقع أن يصبح مرض كوفيد-19 موسمياً، كما هي حال الإنفلونزا. وزاد أن آراء العلماء تجمع على أن تحقيق مناعة القطيع يتطلب تطعيم ما يراوح بين 70% و80% من سكان المعمورة. لكن ذلك من الصعب تحققه.