أثناء تمرين لقوة التحمل.
أثناء تمرين لقوة التحمل.
فتاة تشتري مكملا غذائيا من أحد محال بيع البروتين للرياضيين بجدة. (تصوير: ذكرى السلمي)
فتاة تشتري مكملا غذائيا من أحد محال بيع البروتين للرياضيين بجدة. (تصوير: ذكرى السلمي)




زهور أثناء ممارسة تمرين البوكس.
زهور أثناء ممارسة تمرين البوكس.
-A +A
زين عنبر (جدة) zain_ambar@
يبدو أن هجرة عكسية تحدث الآن في أوساط الفتيات من تمارين النحافة والرشاقة إلى بناء الأجسام والعضلات، في تنافس محموم مع الشبان الرياضيين الذين اتخذوا من المراكز الرياضية بناء عضلاتهم.. في سياق مماثل اختارت فتيات سعوديات من أندية رياضية نسوية منطلقا ليس لإنقاص الوزن بل لبناء كتلة عضلية «احترافية»، ومع اتباع غالبيتهن للوسائل الآمنة في كمال الأجسام إلا أن أخريات اخترن إكمال البناء بالمكملات الغذائية الضارة في سباق مع الزمن واختصار الوقت برغم تأكيدات مدربات لياقة أن بناء العضلات لا يكتمل إلا بعد عام من التمارين الشاقة بواقع أربع حصص تدريبية، كل حصة مسؤولة عن البناء والإكمال.

تقول المدربة هند السحتوت من جامعة دار الحكمة لـ«عكاظ»، إن الغذاء المتكامل يغني عن المكملات الغذائية للرياضيين وفي حال كان المجهود الذي تبذله المتدربة يتطلب قيمة غذائية لا تستطيع توفيرها من خلال تناول وجباتها اليومية فينصح في هذه الحالة بتعاطي مكمل غذائي (بروتين) يلائم احتياجها. وتنبه السحتوت إلى الأضرار الصحية التي تنتج عن الإفراط في تناول البروتين، أو استخدام منتج مقلد، مع إهمال تناول كميات كافية من المياه، وكل هذه الأسباب تؤثر سلبا على سلامة المتدربة وصحتها العامة. وتضيف: إن كثيرا من المتدربات يمارسن الرياضة على أسس علمية مدروسة ومقننة وهن على دراية تامة بالطريقة الصحيحة لتناول البروتينات ويحصلن على الفائدة منها. وفي المقابل هناك بعض المتدربات يتناولن البروتينات بناء على نصيحة بعض الصديقات أو من خلال إعلان ملفت وجاذب وفي هذه الحالة لا تحصل المتدربة على النتائج المرجوة، والمطلوب من المتدربات اقتناء المنتج المناسب لطبيعة تكوينها الجسدي وتاريخها المرضي.


البودرة والكبسولات مخاطر محتملة

الكابتن زياد بخاري، مدرب لياقة بدنية، يؤكد أن البروتين الطبيعي من الأغذية وهو الأساس في بناء العضلات وتحسين الأداء في التمارين على خلاف البودرة والكبسولات، وهي غير ذات أهمية في حالة التغذية السليمة. ويحذر بخاري من الاستخدام المفرط للمكملات الغذائية لمن يعانون من أمراض مثل ارتفاع أنزيمات الكبد. ويرى أن وعي الفتيات بأهمية ممارسة الرياضة كنمط حياة ارتفع عن السنوات الماضية وأصبحن يمارسن الرياضة بطريقة مدروسة وفقا لنمط الحياة والمجهود اليومي. مشيرا إلى أن توجه الفتيات في الآونة الأخيرة إلى بناء العضلات يهدف إلى بناء قوام جسم رياضي مقاوم.

تحذير للمتدربات: الإبر تخشن الصوت !

كم تستغرق عملية بناء عضلات الفتيات.. تجيب على سؤال «عكاظ» المدربة زهور حبان، وتقول إن التدريب يستغرق من 3 إلى 6 أشهر بواقع 4 حصص رياضية في الأسبوع، فيما تظهر النتيجة النهائية لشكل العضلات بعد عام كامل من التمارين الرياضية وتنصح المتدربات بعدم الإنسياق وراء إبر تكبير العضلات لما لها من تداعيات سلبية منها عرض الفكين والمفاصل وخشونة الصوت وبروز شعر في أماكن غير مستحبة من الجسم، مؤكدة أن بناء العضلات يكون عبر الأساليب الصحيحة بالتمارين الرياضية والمكملات الغذائية المتوازنة. وفيما يتعلق بتناول المكملات الغذائية تؤكد المدربة زهور أن تناول المكمل الغذائي «كالبروتين» لا يعد ضروريا في حال تناوله من مصدر الغذاء الطبيعي إذ إن تناول المكملات بشكل مفرط عن الحصة المقدرة يوميا للجسم يؤثر على الكلى خاصة إذا لم تلتزم المتدربة بشرب كمية كافية من الماء.

المتدربات بصوت واحد: نمط حياة.. لا ترف

المتدربة ريهام علي عزت قالت لـ«عكاظ»: شغفها بممارسة الرياضة ورغبتها الدخول في مسابقات وبطولات رياضية، وإبقاء الرياضة كنمط حياة في التحمل لا مجرد ترف، «لا أرغب في بناء كتلة عضلية ففي نهاية الأمر قوام جسم المرأة يختلف عن الرجل» وعن المكملات الغذائية ترى أنها ليست ضرورية خاصة إذا كانت المتدربة تتابع مع أخصائي التغذية، والرياضة تفيد بتوازن البروتين في الجسم كمصدر طبيعي من خلال التغذية السليمة. أما المتدربة سلمى علي فتقول، «تعلمت أداء التمارين الرياضية عبر مقاطع اليوتيوب ثم فضلت الالتحاق بناد رياضي لوفرة الأجهزة الرياضية السليمة، أما استخدام المكملات فليس ضروريا، واعتمد على الغذاء الطبيعي». وعلى ذات السياق توضح المتدربة أنهار عبدالله أنها استخدمت البروتين مكملا غذائيا أثناء التمارين الرياضية لمدة 4 أشهر بعد أن نصحتها أخصائية التغذية وبمجرد الحصول على نسبة التغذية الكافية المطلوبة من الروتين توقفت عن استخدامه.

طبيب نساء : خصوبة صاحبات العضلات في خطر

«عكاظ» التقت بأحد العاملين بمتجر للمكملات الغذائية في جدة، الذي أوضح أن المكمل يستخدمه الرياضيون من النساء والرجال في حال وجود نقص في الجسم عبر مصدر الغذاء الطبيعي. مشيرا إلى أن تسويقه لا يحتاج إلى وصفة طبية ومع ذلك لابد من تحديد أخصائي التدريب أو التغذية للسعرات المطلوبة، وفي الآونة الأخيرة شهد المتجر إقبال الفتيات على شراء المكملات من البروتين دون وعي باعتقاد خاطئ أن البروتين يحرق الدهون. ولمعرفة تداعيات استخدام المكملات الغذائية بشكل مفرط من الفتيات ممارسات الرياضة أكد أستاذ طب النساء والتوليد والعقم البروفيسور حسن صالح جمال أن تناول المكملات الغذائية «كالبروتينات» بطريقة غير مدروسة له تأثير بطريقة غير مباشرة على الدورة الشهرية والخصوبة لارتباطها بالوزن. مشيرا إلى أن زيادة أو نقص الوزن بصورة حادة يؤدي لاضطراب في الهرمونات لأن الخلايا الدهنية تحتوي على هرمونات وبالتالي يؤدي ذلك إلى اضطراب في الدورة الشهرية وفي الإباضة عند السيدات.