-A +A
محمد الأكلبي (جدة) awsq5@
«أوك.. روح سِيدة عَ اللوكيشن»، لاغرابة في أن يفهم الشباب السعودي مفاد هذه العبارة، بعد أن زاحمت المصطلحات الأجنبية لغتهم المحكية، لتتسلل دون استئذان وتصطف في قاموس الكلمات الدارجة على الألسن يوميا، مُشكّلة قاموسا جديدا وصفه اللغويون بالدخيل على اللغة العربية، مطالبين بحرب شعواء ضد كل ما من شأنه أن يزيد أعجمية الألسن.

«ورشة، إنترنت، سندوتش، كورنيش، فاتورة، بصمة، موسيقى» كلمات من لغات أجنبية عدة لم يعد لمرادفتها العربية أي وجود في أرض الواقع بل وتطور الأمر حتى دهمت تلك المصطلحات المناهج الدراسية لوزارة التعليم مثل كلمة «إنترنت» وغيرها.


وتحدث معلم اللغة العربية عبداللطيف الغامدي لـ«عكاظ» أن رياح المفردات الدخيلة على المجتمع السعودي قد عصفت به كثيرا، إذ بات يتداولها الشباب بشكل مستمر حتى في الجامعات والمدارس ومقار العمل، والأدهى والأمر أنها انتشرت بين عامة المجتمع من الجنسين ولا أقول انتشرت فقط بل تفشّت بشكل مزعج جداً حتى بين أوساط المثقفين والتي جعلتنا ننسى لغتنا الجميلة والخالدة بمفرداتها المضيئة.

وأضاف الغامدي، أن الحال لم يكن سيصل إلى هذا الحد لولا وجود بعض الدعم من مجتمعنا كنخبوية الأندية الأدبية، ووجود قنوات شعبية، وفقدان التعليم استخدام اللغة العربية، وعدم تعريب العلوم، والعزوف عن القراءة والاطلاع، وشدد على أن الألعاب الإلكترونية، والأندية الرياضية، واجتماع الشباب في المقاهي، لعبت دوراً في تفشي هذه المفردات الدخيلة على اللغة المحكية عند السعوديين.

وبين الغامدي بعد الطفرة في المجتمع السعودي ودخول الوافدين وخاصة غير الناطقين باللغة العربية فرضوا علينا كسر ألسنتنا مما جعلنا نستخدم معهم لهجة هجينة زادت طين هجر اللغة بِلّة، وأضاف الغامدي، لن ننسى أيضاً انتشار العربيزية في وقتنا الحاضر وهو تطعيم اللغة العربية بمفردات إنجليزية.

وأشار الغامدي إلى أن الواجب علينا أن نسعى لطمس هذه الكلمات الدخيلة بعدم تداولها في الأحاديث اليومية وتنوير المجتمع بأعجمية هذه الكلمات، فالكثيرون لا يعرفون فعلاً أنها ليست عربية، ونوجه النشء بقراءة القرآن الكريم، وأنّ أولئك الذين سطروا التاريخ بسيرهم الزاخرة وكلماتهم الرنانة كانوا عرباً أفذاذا حريصين على لغتهم، فلا نفرّط بتراثنا وتاريخنا التليد ونسعى خلف من هم سبب في إسقاط لغتنا العربية.