جانب من الندوة بين مجموعة من المسلمين والمسيحيين الإنجيليين.
جانب من الندوة بين مجموعة من المسلمين والمسيحيين الإنجيليين.
-A +A
«عكاظ» (واشنطن) okaz_online@
بادر مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات إلى استكشاف ما يزخر به التاريخ من قصص واقعية للسلام واحترام الآخر؛ لتكون شهادة عصر على ما تحتضنه الأديان والثقافات من تعاليم دينية تؤكد على التسامح والتعايش والسلام، وتسليط الأضواء على عالمنا، الذي يضم مبادرات وأفكارا تغرس الخير وإفشاء السلام وترسيخ الاحترام والتعايش. واثمر تحالف بين مركز الحوار ومؤسسة الإنتاج الموحد ومع الجمعية الرسالية الملكية الإنجيلية؛ لعرض فيلم (السلطان والقديس) في 50 موقعا شمل (35) ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية، ويستهدف الفيلم إيضاح صورة الإسلام بما يحمله من تسامح وتعايش ورغبة في ترسيخ السلام والتعايش بين المسلمين والمسيحيين. كما نظم المركز ندوة لمدة يوم واحد بين مجموعة من المسلمين والمسيحيين الإنجيليين بحضور عدد كبير من ممثلي المنظمات والهيئات المختصة بالحوار وبعض صانعي السياسات في العاصمة الأمريكية وبلغ عدد المشاركين نحو 2000 مشارك في (50) موقعا أمريكيا؛ لإيجاد مساحات للحوار والتواصل

وأكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن معمر، أن الشراكة مع مؤسسة الإنتاج الموحد والجمعية الرسالية الأمريكية شراكة من أجل السلام والتعايش والاحترام، وقال: إن هذا الفيلم يحمل رسالة تنويرية لجميع الأديان والثقافات، تؤكد على مضامين الحوار والتسامح والتعايش والسلام وهي رسالة الفطرة التي فطر الله الناس عليها ودعوة صريحة لمراجعة كل إنسان يعيش ليرى في التعاليم الدينية رسائل سلام وتعايش واحترام ورحمة وعطاء ونبذ الكراهية والتطرف والتعصب وإيمان بأهمية التعارف وفهم الآخر ومخاطبته عن علم وبينة، مشيرا إلى تنامي إدراك الناس في جميع أنحاء العالم أن الحوار الصادق والمفتوح هو السبيل الوحيد لتحقيق التغيير المنشود، منوها برسالة الفيلم بأن الحوار يمكن أن يكون أداة قوية للتعارف. ووصف ابن معمر اللقاء بالتاريخي؛ لأنه جمع بين شخصين يحملان وجهات نظر مختلفة. ورغم اختلاف وجهات نظرهما، فإنهما أوجدا أسسا مشتركة للحوار والتواصل.


وشدَّد ابن معمر على أنه لكي يكون التعارف فعالا؛ فإنه يقوم على أساس القناعة المشتركة، ولكي يكون مستداما؛ يجب أن يبدأ بالفرد وينتهي به، مؤكدا على أن الحوار هو الطريقة المُثلى لتلبية جميع هذه المتطلبات، موضحا أن المركز العالمي للحوار، تأسَّس على أساس التعارف والتفاهم؛ ليكون مبادرة رائدة وفريدة، تجمع بين الدول والأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية وصانعي السياسات في مكان دائم للحوار، وأول مبادرة من نوعها تنبثق من العالم الإسلامي.

وأكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله للحوار أهمية دور المركز لاستنفار كل الوسائل والأدوات والسياسات لترسيخ السلام والتعايش، «وهذه الرسالة هي التي يحملها المركز منذ تأسيسه من قبل المملكة بمشاركة جمهورية النمسا ومملكة إسبانيا والفاتيكان كعضو مراقب، ويديره مجلس إدارة من المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين والهندوس، ومجلس استشاري مكون من (60) عضوا من أكثر من (15) ديانة ومعتقدا؛ ما يجعل تشكيل المركز فريدا من نوعه؛ وأكثر فعالية في عمله الأساسي المتمثل في توفير مساحات للحوار والتواصل واللقاءات بين الأديان والثقافات»