عبدالله الشهري، طالب السادس ابتدائي.
عبدالله الشهري، طالب السادس ابتدائي.




طالبتان تتدربان على البرمجة.
طالبتان تتدربان على البرمجة.
-A +A
محمد سعود (الرياض) @mohamdsaud
جلس 48 طفلا تتراوح أعمارهم بين 8 و14 عاما، على أجهزة كمبيوتر ليس للعب أو الكتابة أو متابعة المقاطع، بل لتعلم لغة البرمجة بمساعدة عدد من مدربي برنامج «البرمجة للناشئين» في مرحلته التجريبية، التي نظمها الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز بالرياض، أخيرا للبنين والبنات، فيما يبدأ التسجيل في البرنامج رسميا خلال شهر فبراير الجاري.

ويقدّم البرنامج للطلاب المشاركين فور انتهاء التدريب، شهادة خاصة تفيد إتمامهم التدريب على تركيب القواعد والرموز الحاسوبية، مستهدفا الجيل الناشئ في المملكة، لغرض تعليمهم أساسيات البرمجة باستخدام لغات مستخدمة على نطاق واسع، مثل: Java وPython، بدءا من مبادئ البرمجة باستخدام أدوات ومنصّات بسيطة مثل Scratch و Alice و Greenfoot التي لا تتطلّب أي خبرة برمجية. ويأتي البرنامج بالتعاون مع شركة ORACLE، حرصا من الاتحاد على زيادة توعية الأطفال المشاركين (من الجنسين) بأمان الإنترنت، وفهم أساسيّات البرمجة، وتطوير مهارات التواصل لديهم، والتحليل، والتعاون ومهارات حل المشكلات، إلى جانب تمكينهم من إنشاء الألعاب والقصص باستخدام منصّات برمجية مختلفة. من جهته، أوضح مدير العمليات في الاتحاد ياسر العصيمي لـ«عكاظ»، أن تطبيق البرنامج في الرياض تجريبي، مؤكدا إطلاقه في جميع مناطق المملكة في وقت لاحق، لاسيما أن المدربين لديهم رغبة كبيرة لإيجاد أساليب تعليمية ترتبط بأنشطة للأطفال يفضلونها كالألعاب وصناعتها، إضافة إلى تحريك الروبوتات. مضيفا أن الاتحاد سيطلق برامج لكافة الفئات العمرية في شتى المجالات التقنية، وجميعها ستدعم بشهادات تدريبيين، بهدف الوصول إلى كافة أنحاء المملكة لتعم الفائدة على شباب وبنات الوطن.


في المقابل، يقول مدير فريق تطوير قاعدة البيانات في ORACLE محمد الغدير لـ«عكاظ»: «يعد برنامج الناشئين امتدادا لبرنامج البرمجة للأطفال الذي نفذ في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي يستهدف الفئة العمرية من 7-14 عاما، ويركز على تطوير الجوانب البرمجية، مضيفا: «وفقنا بالتعاون مع الاتحاد السعودي في تطبيق البرنامج بشكل أعمق للمرة الأولى في المملكة». وأردف: الأطفال المشاركون في البرنامج قدموا من مدارس التعليم العام الحكومية والأهلية، إذ يهتم بتطوير مهاراتهم، بحيث يرسم بيده، ومن ثم ينقلها إلى الكمبيوتر، ويحركها بطريقة تلقائية، وبعدها يكتب الأرقام البرمجية ويتحكم فيها، لافتاً إلى أن البرنامج ضمن محاور رؤية المملكة التي تهدف إلى تدريب 80% من الأسر السعودية بحلول 2020، لتصبح معنية بتعليم أطفالها ومن ثم يتطور الطفل من تلقاء ذاته. وشدد الغدير على أن الأطفال حصلوا في البرنامج على أساسيات البرمجة، التي تحتاج إلى فترة طويلة للتدريب تتراوح بين سنة إلى سنتين، ما يؤهله لإكمال تدريبه داخل أسرته، مضيفا: «تجربتنا في الأسبوع الماضي أثمرت مجموعة من الطلاب تمكنّوا من تصميم برامج بأنفسهم». لاسيما أن معظمهم لديه شغف للتعلم لعدد من البرامج بشكل لافت، كاشفاً عن التسجيل في البرنامج رسمياً خلال الشهر الجاري.

يذكر أن الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة هو مؤسسة وطنية تحت مظلة اللجنة الأولمبية السعودية، ويسعى إلى بناء قدرات محلية واحترافية في مجال الأمن السيبراني وتطوير البرمجيات بناءً على أفضل الممارسات والمعايير العالمية، للوصول بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة في صناعة المعرفة التقنية الحديثة.

الطفل الشهري ورث «البرمجة».. ووالدته داعمته الأولى

يبهر الطفل عبدالله الشهري (12 عاماً) مدربيه في البرنامج التدريبي «البرمجة للناشئين»، إذ يعتبر أن والدته هي داعمته الأولى في تعلم البرمجة، لاسيما أن والده متوفى، ما استوجب وقوفها خلفه لتحقيق التميز الذي ينشده في البرمجة، فيما أكد مدربه أن عبدالله سابق لعمره، ما دفع الاتحاد لتبنيه ودعمه ببرنامج تدريبي متطور.

يقول عبدالله لـ«عكاظ»: «أدرس في الصف السادس الابتدائي، واستفدت بشكل كبير من البرنامج الذي التحقت به للتدريب على Java وPython، كما تعلمت على روبوت مبرمج ونجحنا في تعريفه على أسمائنا والتعرف علينا، مؤكدا أن الاتحاد والشركة لم يقصرا في تأهيلنا لذلك. مضيفا: بدأت تعلم البرمجة منذ كان عمري 7 أعوام، اقتداء بوالدي رحمه الله الذي كان يعمل مبرمجا في وزارة التعليم. يذكر أن عبدالله الذي لم تشغله البرمجة عن الدراسة، بل ساعدته على حل مشكلاته بصبر لا يلين، حقق بالفعل جزءا مهما من طموحه في تعلم البرمجة، وحصل على شهادة مدرب من شركة «تيشكوب»، كما حضر عددا كبيرا من الدورات التدريبية. ويطمح أن يكون «سايبر سيكورتي»، ليكمل مسيرة والده في التقنية.