الدكتور أحمد الغمغام
الدكتور أحمد الغمغام
سلطان المطيري
سلطان المطيري
-A +A
محمد الشهراني (الدمام) mffaa1@
في الوقت الذي يتطلع العالم كل لحظة لمعرفة كل ما يحدث في شأن فايروس كورونا وما يحدثه من أعراض وطفرات جديدة ومتحورات متعددة يسأل الكل عن آخر تطور الأدوية واللقاحات، وما ستتخذه الدول في العالم من إجراءات في حال حدوث تطور لافت وجديد للفايروس في فصل الشتاء. وهل ستكون اللقاحات المتوفرة حالياً فعالة مع الطفرات الجديدة، أم أن شركات اللقاحات ستواصل تطوير لقاحاتها لمواجهة أي مخاطر محتملة في حالة تطورت طفرات الفايروس، وبحسب ما ذكرته الصحة العالمية أن 48.7% من سكان العالم تلقوا جرعة واحدة على الأقل من لقاح COVID-19، إذ تم إعطاء 6.88 مليار جرعة على مستوى العالم، ويتم الآن إعطاء 24.06 مليون جرعة كل يوم، ونسبة 3.1% من الناس في البلدان منخفضة الدخل تلقوا جرعة واحدة على الأقل.

وكشف مختصون في الأوبئة لـ«عكاظ»، أن بعض الشركات توجهت لدمج لقاح كورونا (كوفيد-19) مع لقاح الإنفلونزا الموسمية وهو لقاح لا يزال في طور التطوير ولم يصل للتجارب السريرية أو الأولية، وأضافوا أن الشركات ما زالت مستمرة في تصنيع وتطوير اللقاحات حتى تنتهي جائحة كورونا مع حصول أعلى نسبة من سكان العالم على الجرعات المطلوبة من اللقاح إذ تشير الإحصاءات أن 49.1% من سكان العالم حصلوا على الجرعة الأولى بينما 37.6% من سكان العالم حصلوا على الجرعتين الأولى والثانية.


خلطة شتوية.. كورونا وموسمية

الطبيب نائب وبائيات والمشرف على فرق التقصي لجائحة كورونا ورئيس فريق التطعيم الميداني بشبكة الدمام الصحية الدكتور أحمد الغمغام، يقول إنه منذ بدء الشركات المصنعة للقاحات تجاربها السريرية للحصول على اعتماد هيئات الغذاء والدواء، كانت السعودية من أوائل الدول السباقة للحصول عليها، وقد تم اعتماد وحجز خطوط إنتاج خاصة لدى شركات مصنعة عدة ما قلص من احتمالية انقطاع التوريد، الأمر الذي ساعد في الوصول إلى نسبة تغطية تقارب 70% للجرعة الأولى و61% للجرعتين، عكس المشكلات التي واجهت بعض الدول الأخرى من ناحية محدودية اللقاح وقلة توفره لجميع فئات المجتمع.

ويضيف الغمغام أن بعض الشركات توجهت لدمج لقاح كورونا (كوفيد-19) مع لقاح الانفلونزا الموسمية؛ وهو لقاح لا يزال في طور التطوير ولم يصل للتجارب السريرية أو الأولية، وأفاد أن الوضع الوبائي لكورونا بالمملكة مستقر في مستويات منخفضة منذ فترة تزيد على شهرين والمعطيات لدينا إيجابية بسبب تجاوب المواطنين والمقيمين وإقبالهم على تلقي اللقاح؛ لكن بعض الدول لا تزال تشهد موجات متفرقة مثل المملكة المتحدة، تركيا، الهند، روسيا وبعض دول شرق أوروبا.

ماذا تعرف عن «دلتا بلس»؟

الباحث والناشط الإعلامي في المجال الصحي سلطان المطيري، يرى أنه في الوقت الذي لا تزال السلطات في بعض الدول تحاول تحفيز مواطنيها لحماية أنفسهم من فايروس كورونا المستجد من خلال التسجيل لأخذ اللقاحات، ما زال هناك دول أخرى لا تتوفر فيها، وبيّن المطيري أن السعودية تميزت في التدابير الصحية والوقائية التي اتخذت من الدولة، وذلك بهدف حماية صحة الإنسان والحد من انتشار (كوفيد-19)، وتواصلت الجهود من خلال توفير اللقاحات، والمملكة من أوائل الدول التي وفرت وبدأت إجراءات التطعيم.

وأفاد المطيري أن هنالك متحوراً جديداً من فايروس كورونا، يسميه البعض «دلتا بلس» قد ينتشر بسهولة أكبر من متحور دلتا العادي، ولا يوجد دليل حتى الآن على أنه يسبب أمراضاً أسوأ من المتحورات السابقة؛ لأن اللقاحات الحالية قادرة على توفير المناعة والحماية الجيدة للأشخاص من هذا المتحور، وعلى الرغم من أن متحور دلتا العادي لا يزال مسؤولاً عن معظم حالات الإصابة بـ«كورونا» في بريطانيا، إلا أن حالات الإصابة بمتحور «دلتا بلس» أو ما يعرف بـ «أي واي 4.2» آخذة في الازدياد.

المطيري الباحث في المجال الصحي يقول إن الشركات لا تزال مستمرة في تصنيع وتطوير اللقاحات حتى تنتهي جائحة كورونا وحصول أعلى نسبة من سكان العالم على الجرعات المطلوبة من اللقاح، إذ تشير الإحصاءات إلى أن 49.1% من سكان العالم حصلوا على الجرعة الأولى بينما 37.6% من سكان العالم حصلوا على الجرعتين، ما يؤكد استمرار الطلب على تصنيع اللقاحات. كما أن تطوير اللقاحات أمر وارد في حال كشفت الدراسات الحديثة تطوير فعالية اللقاحات، وأفاد أن الدراسات والتقارير الصادرة من منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن للقاحات كورونا دوراً كبيراً في الحد من الوفيات بسبب الإصابة بكورونا، فكلما زاد عدد المطعمين في العالم فإن خطورة المرض تنحسر.

الجرعة الثالثة.. مهمة؟

في ما يتعلق بجرعات اللقاح وبدء بعض الدول في إعطاء جرعة ثالثة لفئات معينة، أوضحت السلمان أن هناك دولاً قامت بإعطاء جرعة ثالثة معززة للجرعتين السابقتين، وهناك بعض الدول تبحث إمكانية التطعيم بجرعات لقاح معززة، ووجدت شركة فايزر أنه بعد تلقّي الجرعة الأولى، كان عدد الإصابات الجديدة بالفايروس متساوياً لبعض الوقت في كلتا المجموعتين. وبعد انقضاء حوالى 12 يوماً من أخذ الجرعة، تبيّن أن عدد حالات الإصابة الجديدة بالفايروس استمرّ في الزيادة في المجموعة التي أُعطِيَت اللقاح الوهمي، في حين أن عدد الإصابات الجديدة بالفايروس في المجموعة التي تم تطعيمها باللقاح أصبح منخفضاً واستقرّ بعد ذلك، فوجود جرعة ثالثة معززة أو منشطة هي بكل تأكيد مهمة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

اشرب الماء على مدار اليوم

كشفت المختصة في الأوبئة الدكتورة خلود السلمان أن فايروس كورونا لا يزال فاعلاً في جميع أنحاء العالم، ولا تزال الإصابات والوفيات مستمرة، وكلما استمر دوران الفايروس ازدادت احتمالات تغيره، وقد تنتج هذه التغيرات أحياناً عن فايروس متغير أكثر قدرة على التكيف مع البيئة من الفايروس الأصلي. وتُعرف عملية تغير وانتقاء المتحورات الناجحة هذه باسم «التطور الفايروسي».

وأضافت السلمان أنه لوحظ في الآونة الأخيرة انخفاض الإصابات، لكن لا يعني ذلك أن الفايروس بدأ يقل في الانتشار، فهنالك متحورات لا تزال تعاني منها عدد من الدول خصوصاً الأوربية، وللتطعيمات دور كبير في بعض الدول، إذ قلت الإصابات بشكل كبير وعادت الحياة لطبيعتها في دول متعددة مع استمرار تلقي اللقاحات. وشددت السلمان على عدم إهمال اتباع الإجراءات الاحترازية في الوقاية من الفايروس، خصوصا لمن تلقى الجرعات لأن اللقاح فقط يقلل فرص الإصابة والوفاة، والاهتمام بتناول كمية وفيرة من الماء على مدار اليوم للحفاظ على كفاءة عمل أجهزة الجسم، كما أن ارتداء الكمامة بشكل صحيح يلعب دوراً كبيراً في الوقاية مع الاهتمام بغسل اليدين بشكل مستمر.

لهذه الأسباب استمرار بعض التدابير.. مطلوب

دكتورة الطب الوقائي مريم المنصوري نصحت بضرورة استمرار اتخاذ بعض التدابير في الوقت الراهن إلى أن يتم التحقق من استكمال اللقاحات بشكل كامل وكذا متابعة تحورات الفايروس بشكل مستمر، وأضافت أن اللقاح قادر على وقاية المجتمع من الإصابة بالفايروس بعد استكمال اللقاح ومع ذلك تظل هناك إمكانية للإصابة بعدوى الفايروس حتى إذا كان الإنسان محمياً من ظهور الأعراض، ولهذا السبب فإنه ما لم يتخذ الشخص تدابير مضادة للفايروس فإنه يظل عرضة لنشر الفايروس في محيطه، كما ينبغي للناس بعد أن يأخذوا اللقاح أن يستمرّوا في ارتداء الكمامات واستعمال المعقّمات وتجنّب الأماكن المغلقة المزدحمة واتخاذ الإجراءات الأخرى المضادة للفايروس.

وأشارت المنصوري إلى أن الغرض من لقاحات فايروس كورونا المستجد هو المساعدة على منع تطوّر الأعراض لدى المرضى أو تفاقم حالتهم المرضية، كما أن اللقاحات تساعد على منع العدوى بحد ذاتها ومنع تطوّر الأعراض لدى المرضى أو تفاقم حالتهم المرضية، والفايروسات تتغيّر طوال الوقت وهذا أمر اعتيادي، وهناك متحورات للفايروس حول العالم والحل الوحيد لتجنب هذا المتحورات هو تلقي اللقاحات والالتزام بالإجراءات الاحترازية.