هيثم مطر.
هيثم مطر.
-A +A
«عكاظ» (الرياض) okaz_online@

ثمّن هيثم محمد مطر، رئيس مجموعة فنادق ومنتجعات انتركونتيننتال في الشرق الأوسط وأفريقيا والهند، مبادرات الحكومة السعودية لتعزيز قطاع السياحة، فيما تستعد المملكة لدخول عصر جديد في صناعة السفر والسياحة، مؤكداً أن قطاع الضيافة سيستفيد بشكل كبير من هذه الرؤية التاريخية من النمو والتحول.

وقال هيثم في حديثه إلى صحيفة «عكاظ»، إن مجموعة فنادق إنتركونتيننتال تحظى بمكانة راسخة في المملكة، فعلى مدار 45 عاماً الماضية، حافظت المجموعة على التزامها إزاء تعزيز خدماتها ومنتجاتها في المملكة، وتمكنّت من بناء مجموعة قوية من الفنادق في المدن الرئيسية، مثل الرياض وجدة والمدينة المنورة ومكة المكرمة والخبر، واليوم، تسجل أوسع وجود لها في المملكة، والتي تعد من الأسواق ذات الأولوية في قائمة فنادقنا، مشدداً على أن المجموعة تعمل على بناء حضور واسع لها في المملكة، فيما تواصل المملكة جهودها لتطوير المزيد من مناطق الجذب السياحي ومرافق السفر الخاصة برجال الأعمال، ضمن «رؤية 2030».

وأشاد رئيس مجموعة فنادق ومنتجعات إنتركونتيننتال في الشرق الأوسط وإفريقيا والهند، برؤية الأمير محمد بن سلمان لقطاع السياحة والضيافة، مشيراً إلى أن استهداف الدول ذات التركيز والعمل وفق استراتيجية واضحة، وعقد دراسات مع أكبر المستشارين في العالم، فإن ذلك يستهدف بشكل تلقائي زيادة عدد الغرف في الفنادق، إذ تعمل وزارة السياحة والدولة على خلق الطلب، وذلك يشجع المستثمرين على خلق فرص جديدة.

وأضاف أننا رأينا مؤخراً بوادر في افتتاح المرافق والمطارات، في الوقت التي يزداد فيه عدد المسافرين الذين حصلوا على لقاح كوفيد19. وكان وزير السياحة أحمد الخطيب قد صرح أن المملكة تستهدف أكثر من 100 مليون زائر خلال السنوات التسع المقبلة، كما كان هناك إقبال كبير في عام 2019 من الصين، بريطانيا، وألمانيا، وأصدرت المملكة أكثر من نصف مليون تأشيرة في عام 2019، فكل هذه العوامل ترجح عزم المملكة على الدخول بقوة في سوق السفر والسياحة العالمي، والذي تعززه المشاريع الكبرى مثل البحر الأحمر وأمالا ونيوم، والتي توفر فرصاً فريدة للسوّاح لزيارة مناطق الجذب غير المكتشفة في المملكة العربية السعودية، مما يخدم قطاع الفندقة، حيث سيبحث السيّاح عن خيارات عالية الجودة للإقامة والتمتع بتجربة مميزة أثناء زيارتهم لتلك الوجهات الفريدة.

ونحن في انتركونتننتال بصدد استكشاف الفرص المتاحة لنا في هذه المشاريع، وبالفعل نحن حالياً في مناقشات مع نيوم والبحر الأحمر وبوابة الدرعية لمشاريع متعددة. وستكون علاماتنا التجارية الفاخرة مثل «ريجينت» و«سيكس سنسيز» و«انتركونتيننتال»، و«كيمبتون» ملائمة تماماً لتلك لمشاريع الضخمة والعملاقة.

وأشار هيثم إلى أن قطاع الضيافة كان من أكثر القطاعات تأثراً جراء تداعيات جائحة كوفيد19، وأجبر قادة القطاع على اتخاذ العديد من القرارات، إلا أن جميع العاملين حصلوا على حقوقهم، فيما تدخل الفنادق مرحلة التعافي في دول مثل الإمارات والمملكة، وبدأت بعض الفنادق إعادة العاملين الذين أعادوهم إلى بلادهم. ونسجل حالياً معدلات الإشغال التي تتماشى مع متوسط أداء القطاع. ومن الطبيعي أن معدلات الإشغال الفندقي في المدن الرئيسية مثل الرياض وصلت لما يقرب من 70% وفي جدة لما يقرب 65% حيث تتصدران القطاع من حيث الإشغال بسبب قدوم معظم الطلب من السياحة الداخلية، وذلك نتيجة دعم الحملات الترويجية التي تطلقها هيئة السياحة السعودية، مثل تنفس والشتاء حولك وحملة الصيف التي أطلقت مجدداً تحت شعار صيفنا على جوك. ونتوقع أيضاً أن نشهد نمواً في معدلات الإشغال في مكة المكرمة والمدينة المنورة. وعلى الرغم من أن الحج لن يكون مفتوحاً للحجاج الأجانب هذا العام وسيكون العدد محدوداً إلى 60,000، إلا أننا نتوقع أن تحصد فنادقنا النجاح في مكة المكرمة والمدينة المنورة مع قدوم الحجاج من المملكة العربية السعودية وحولها.

نشغّل حالياً 38 فندقاً تضم 18,225 غرفة من خمسٍ من علاماتنا التجارية الأساسية في المملكة، وهي: إنتركونتيننتال، و«كراون بلازا» و«فوكو»، و«هوليداي إن» و«ستايبريدج سويتس»، كما أن لدينا 20 فندقاً قيد التطوير، ستوفر أكثر من 8,000 غرفة، ومن المقرر افتتاحها خلال السنوات القليلة المقبلة.

وحول توقعاته للقطاع خلال الفترة المقبلة، أشار هيثم إلى تفاؤله بتحقيق نتائج إيجابية خلال النصف الثاني من هذا العام، فيما تواصل المملكة العربية السعودية توسيع عروضها السياحية. وعلى الرغم من أن القطاع ككل سيستغرق وقتاً لا بأس به للتعافي، إلى أننا نعتقد أن المملكة ستكون واحدة من أسرع الأسواق في العودة إلى حيويتها بمجرد افتتاح المزيد من ممرات السفر.

كما ستجذب الفعاليات الضخمة مثل «موسم الرياض» و«الفورمولا 1» في جدة إضافةً إلى عروض الصيف «اكتشف السعودية» الترويجية الضيوف من جميع أنحاء العالم، وهو ما سيسهم في زيادة الطلب عبر مختلف القطاعات. وسيؤدي الطلب القوي إلى ارتفاع متوسط أسعار الغرف نوعاً ما، إلا أننا حريصون على الحفاظ على تنافسية الأسعار، وأنصح الجمهور بتحميل تطبيق IHG على الجوال للحصول على أفضل العروض ونقاط الولاء من خلا برنامج IHG Rewards.

وعن العمالة السعودية واستقطاب المواهب، أشار رئيس مجموعة فنادق ومنتجعات إنتركونتيننتال في الشرق الأوسط وأفريقيا والهند، إلى أن المملكة تعتبر من الأسواق ذات أولوية للمجموعة في منطقة الشرق الأوسط، ونبذل جهوداً كبيرة لتوفير منصة مهمة للشباب السعودي الطموح تمكّنهم من النمو وبناء مستقبل مهني قوي في مجالات العمل المتنوعة في قطاع الضيافة، بدءاً من المناصب الداعمة وحتى المناصب الإدارية العليا.

وحالياً، يعمل أكثر من 1500 زميل سعودي في الفنادق المُدارة في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، ما يقرب من 250 منهم مدير/ مساعد. على مستوى المدير، وبنسبة تمثيل للمرأة تبلغ 37% من إجمالي الزملاء السعوديين، كما نتعاون أيضاً مع 27 جامعة ومعهداً رائداً كجزء من برنامج أكاديمية IHG لتزويد الشباب السعودي بمزيد من فرص التعليم والتوظيف، وسيظل توفير الفرص المناسبة وتحسين المهارات وجذب المواهب الجديدة نقطة تركيز أساسية للمجموعة، ونهدف إلى توظيف أكثر من 6000 سعودي في مجموعة فنادقنا في المملكة بحلول عام 2030.

وحول رؤيته لمستقبل قطاع الضيافة، أشار هيثم إلى أن التحديات التي خلفتها جائحة كوفيد19 رسخت لدينا قناعات بأن مستقبل القطاع يعتمد على النمو المستدام والمسؤول، ومع تزايد الوعي بأهمية التأثير البيئي والمسؤولية الاجتماعية فلا بد أن يتمحور هدفنا حول ذلك. ومن هذا المنطلق، فقد اعتمدنا خطة طموحة مدتها 10 سنوات تحت شعار رحلة نحو الغد، والتي ستجعلنا نتبنى ممارسات ونتائج أكثر استدامة بحلول العام 2030 على مستوى العالم، بما في ذلك المملكة العربية السعودية. كما أننا سندعم استراتيجية السياحة المستدامة في المملكة العربية السعودية من خلال مبادرات مثل التركيز على الحد من الانبعاثات الكربونية، وتقليل استخدام البلاستيك، وإدارة النفايات الغذائية.

وبالإضافة إلى ذلك، استثمرنا في التقنيات السحابية بهدف تسريع نشر التحسينات الرقمية التي تتيح لنا تقديم خدمات إلكترونية آمنة لضيوفنا، وفي الوقت ذاته تقلل من الحاجة غير الضرورية للّمس بين الأفراد. وتتضمن تلك التقنيات توفير قوائم إلكترونية متصلة برمز الاستجابة السريع (QR) في جميع منافذ تقديم المأكولات والمشروبات التابعة لنا، وتطبيقنا لنظام تسجيل الوصول/ المغادرة عبر الهاتف المحمول، وتجربة التحسينات الأخرى التي تدعم الأجهزة المحمولة مثل طلبات تناول الطعام داخل الغرفة والدفع الفوري باستخدام النقاط.

ولمواصلة ترسيخ ريادتنا، نستثمر أيضاً بالتقنيات والأدوات والحلول المتطورة التي تحدث فرقاً كبيراً بتجربة الضيوف والملّاك والموظفين. ويعد حل IHG Concerto المبتكر هو الأول من نوعه على مستوى القطاع الذي يعتمد على التقنيات السحابية، وهو أمر بالغ الأهمية لجهودنا في هذا المجال. فالجمع بين التطبيقات الأساسية للفنادق في منصة واحدة قادرة على تحسين خدمة الضيوف والملاك والزملاء، هي بمثابة ركيزة أساسية للتحول الرقمي في قطاعنا.