اختتم اليوم المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي أعمال منتدى القطاع غير الربحي الدولي (Beyond Profit)، تحت رعاية وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية رئيس مجلس إدارة المركز أحمد بن سليمان الراجحي، بحضور عدد من المسؤولين، والجهات من القطاع العام والخاص وغير الربحي، وممثلي المنظمات الدولية والمؤسسات المانحة، ورواد الأعمال الاجتماعية، وقادة المسؤولية الاجتماعية، وبمشاركة واسعة بلغ عدد حضورها أكثر من 3,800 مشارك ومتحدث.

وشارك في أعمال المنتدى -على مدى 3 أيام- أكثر من 100 متحدث محلي ودولي، في ما يزيد على 30 جلسة حوارية، إلى جانب برنامج تنفيذي وورش عمل ناقشت مستقبل القطاع غير الربحي، وتعزيز أثره الاقتصادي والاجتماعي من خلال تطوير الممكنات، وتوسيع الشراكات، واستعراض التجارب الدولية، حيث تجاوز عدد ورش العمل 25 ورشة.

وجرى خلال المنتدى الإعلان عن مبادرتين جديدتين أطلقهما المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، تمثلتا في مبادرة تأمين القطاع غير الربحي (وسق)، ومبادرة جوائز البحث في القطاع غير الربحي، الهادفتين إلى دعم العاملين في القطاع، وتحفيز المعرفة، وتعزيز الابتكار، ورفع القدرات المؤسسية للمنظمات غير الربحية.

وشهد المنتدى توقيع أكثر من 43 اتفاقية ومذكرة تعاون وتفاهم، شملت مجالات التطوير المؤسسي، والبحث العلمي، وتنمية القدرات، والتحول الرقمي، وإدارة البيانات، في خطوة تهدف إلى توسيع الشراكات وتمكين المنظمات غير الربحية ورفع جاهزيتها.

ودشن المركز ضمن أعمال المنتدى شبكة تطوع الشركات وتأسيس إدارات التطوع في القطاع الخاص، التي تهدف إلى الربط بين الجهات من مختلف القطاعات، وذلك لزيادة الفاعلية وتعزيز المساهمة ذات الأثر الإيجابي الاجتماعي من خلال إعداد الأدلة التطبيقية والمبادرات النوعية، وزيادة التنافسية في العمل التطوعي، بما يعزز من ثقافته، وفرص المشاركة فيه.

من جهة أخرى، أصدر المركز 29 شهادة استثمار اجتماعي للمنظمات غير الربحية، وذلك لتفعيل قواعد الاستثمار ذي الأثر الاجتماعي، التي أعلن عنها المركز في أغسطس الماضي، حيث تهدف القواعد إلى تنظيم إصدار شهادة الاستثمار ذي الأثر الاجتماعي، وتشجيع المنشآت على الاستثمار ذي الأثر الاجتماعي، ورفع ثقة المستثمرين في المنشآت الحاصلة على الشهادة.

وخلال المنتدى تم إطلاق حفل الجائزة الوطنية للعمل التطوعي، التي تم خلالها تكريم 37 فائزاً عبر 31 جائزة، حيث تضمنت الجائزة الوطنية للعمل التطوعي 4 مسارات، وهي المسار التقديري، ومسار الجهات، ومسار المبادرات التطوعية، ومسار المتطوعين.

وأوضح الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي أحمد بن علي السويلم أنَّ تنظيم منتدى القطاع غير الربحي الدولي في الرياض يأتي انعكاساً للاهتمام والدعم الكبيرين اللذين يحظى بهما القطاع غير الربحي من القيادة الرشيدة، إذ يعد القطاع ممكّناً رئيسياً لتحقيق التنمية المستدامة ضمن رؤية السعودية 2030، ومساهماً في بناء مجتمع حيوي؛ سعياً إلى تعزيز المشاركة المجتمعية وصناعة أثر اجتماعي واقتصادي مستدام.

وقال السويلم إن المنتدى يمثل منصة عالمية تجمع قادة وخبراء القطاع من مختلف دول العالم، ويوسّع مساحات التعاون والشراكات النوعية، بما يُعزّز مكانة المملكة كمركز دولي للابتكار والتأثير الاجتماعي، وداعم رئيسي لتطوير المنظمات غير الربحية، موضحاً أن المنتدى يهدف إلى إعادة تصور دور القطاع غير الربحي كمحرّك للتقدم الإنساني؛ من خلال تطوير الحوكمة، وبناء الشراكات، وتمكين الابتكار، والاستفادة من التقنيات الحديثة، إلى جانب تنمية قدرات الكفاءات العاملة.

وأكد أن المنتدى سيُسهم في تحقيق نتائج ملموسة، تشمل توسيع الشبكات المهنية، واستقطاب استثمارات اجتماعية جديدة، وتمكين المنظمات غير الربحية من تبنّي أفضل الممارسات العالمية، ما يعزز بناء منظومة أكثر فاعلية وشمولاً واستدامة داخل المملكة وعلى مستوى العالم، مشيراً إلى أن المملكة بإقامتها للنسخة الأولى من المنتدى الدولي تقود التحول التنموي العالمي للقطاع غير الربحي، وترسِّخ ريادتها كمركز عالمي للابتكار والتأثير.

ويأتي ختام المنتدى متزامناً مع اليوم العالمي للتطوع الموافق 5 ديسمبر، وهو مناسبة دولية لتكريم المتطوعين وتسليط الضوء على القيمة التنموية العميقة للعمل التطوعي حول العالم. وقد شكّل هذا التزامن فرصةً لإبراز الدور المحوري للمتطوعين في القطاع غير الربحي داخل المملكة، إذ عكس المنتدى –من خلال جلساته ومبادراته وإطلاق الجائزة الوطنية للعمل التطوعي– واقعاً جديداً تتقدم فيه المملكة نحو بناء منظومة تطوعية أكثر تنظيماً وتأثيراً. كما جسّد الاحتفاء بالمتطوعين خلال أعمال المنتدى رسالة المملكة في تعزيز ثقافة العطاء وترسيخ مساهمة العمل التطوعي في التنمية المستدامة، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في رفع مشاركة المجتمع وتوسيع أثر القطاع غير الربحي محلياً ودولياً.