جَاوَرْتُ حُزْنَ المَاءِ

كُنْتُ صَدِيقَهُ حين اشْتَهَى يَوْمَ الرَّحيلِ حَقَائِبا

جَاوَرْتُهُ جَسَدًا

لَعَلَّ بَقِيَّةً في دَاخِلي تُؤْوي نَبِيًّا غَائِبا

وإذا تَوَطَّنَ رَاهِبٌ مُدُنَ الصلاةِ

فَلَنْ يَعودَ إلى المَدينَةِ رَاهِبا

يَكْفِيهِ ذَاكِرَةُ القُدَامى..

إِذْ تُؤَرِّخُ في مَناسِكِهِ بَريدًا تَائِبا

***

جَاوَرْتُ فَانُوسًا بِمَنْزِلِنا القَديمِ

تَرَكْتُهُ زَمَنًا، فَجَاءَ مُعَاتِبا

قد خُنْتُهُ مُنْذُ انْطِفاءٍ في غَيَابَتِهِ يَلوحُ،

ومُنْذُ أَضْحَى شَاحِبا

ومَنَحْتُني شَيئًا من الغَفَوَاتِ

إِذْ وَرْدٌ على رِئَتي بدا مُتَثَائِبا

فَبِمَ الخَلاصُ ؟!

وآخَري طاَوٍ

وهذا الليلُ لم يَسْكُبْ بِقِدْري صَاحِبا

ثُمَّ اقْتَفى هذا اليَقِينُ شُكُوكَهُ

يا شَكُّ فَأْسُكَ سوف يُنْكِرُ حَاطِبا

*

خُذْني أيا إِنْسَانِيَ الآتي..

فَكَفِّي لن يُصَافِحَ في المَسَافَةِ نَاهِبا

أنا خَائِفٌ من آخَرين تَفَيَّؤوا شَجَري الكَثِيفَ

وبَدَّلُوهُ عَنَاكِبا

أنا خَائِفٌ مِنِّي

أَبيعُُ مَتَاهَتي كُتُبًا

فهل سأَبيعُُ يومًا كاتِبا ؟!