أحد مواقع التصريف.
أحد مواقع التصريف.
-A +A
عبدالعزيز الربيعي (مكة المكرمة) florist600@
يعود تاريخ مركز الأبواء إلى جذور التأريخ؛ إذ أوردت المراجع أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بها ثماني مرَّات ويمرُّ بطرفها الشرقي طريق هجرته للمدينة وصلى بأربعة مساجد بها هي «مسجد القُرَين ومسجد البيضاء ومسجد ريع هرشى ومسجد الرمادة» إلا أن المركز وبرغم موقعه والحاجة للاهتمام تعانده المشاريع التنموية والتطويرية ولا تسير بخطى ثابتة وبالوتيرة التي يطمح لها المواطنون، ومن تلك المشاريع درء أخطار السيول التي اقترحتها شعبة التطوير بلجنة تنمية الأبواء وانتظرها الأهالي 11 عاماً وفي النهاية تم البدء بتنفيذ ثلاثة مشاريع منها كمرحلة أولى ولايدري الأهالي هل سيتم تنفيذ المرحلة الثانية قريباً أم سينتظرون عقداً آخر من الزمان ليكتمل تنفيذها.

وعن درء أخطار السيول بالمركز يتحدث الأهالي عن ضيق مجرى السيل من جهة الشرق في حي المرتج حيث إنها لا تستوعب غزارة السيول المنقولة القادمة كما تؤكد خبرة الأهالي كبار السن والوثائق المصورة فضلاً عن ارتفاع جانبيه ما يحول دون تصريف السيول المنقولة من الشعاب الجانبية للقناة الرئيسية للمجرى، وعند بلوغ المجرى وادي الأبواء تضيق نهايته ثم ينحني حادّاً وكلاهما عائق يتسبب في إبطاء تدفق السيول وارتدادها للداخل ما يعني فيضانها على ضفتيه.


والغريب طبقاً لوصف الأهالي فإن سد الحماية الواقع شرق المجرى يحول دون تدفق سيول شعاب حي أم السلم وحي المطاريق للوادي وارتدداها لمنازل ساكني الحيين، أما مجرى سيل حي السيِّر فبمجرد الوقوف على نهايته الغربية يُلاحظ توغله داخل المزارع لمسافة طويلة دون حاجة ملحَّة تستدعي ذلك الطول ويرى البعض أنه هدر للتكاليف لا طائل منه كان يمكن الاستفادة منه في درء السيول عن أحياء أخرى ما زالت قيد الانتظار.

أما مجرى سيل حي التنظبية حيث عصب الحياة التجارية بالأبواء ومركزها الاقتصادي ومعظم مرافقها الحكومية فالأهالي طالبوا البلدية قبل تنفيذه بأن تكون سعته 20م وهي السعة الأدنى لاستيعاب غزارة مياه السيول المنقولة إلا أن الأخيرة رفضت تحقيق رغبة الأهالي وأصرَّت على أن تكون قناته الرئيسة بعرض 8 أمتار.

ومن الغرائب إقامة سدود حماية محاذية له بشكل شبه دائري يجعلها حاويةً للمياه بدلاً من تصريفها للقناة الرئيسة كما أن بعض معابره لا تستطيع الحافلات المدرسية عبورها لكونها محَدُّباً، أما الخطأ التنفيذي الأبرز الذي لايختلف عليه اثنان ولا تقرُّه أبجديات الهندسة فهو اقتران قناتين سعة كل واحدة منهما 8 أمتار لتصبَّان في قناة واحدة عرضها أيضاً 8 أمتار. وعندما لم تجد الملاحظات تجاوباً أوصل المواطنون صوتهم للوزارة انتظاراً لوقوف لجنة وزارية عاجلة على الأخطاء.