-A +A
بسمة إبراهيم السبيت BasmahES1@
نحن بحاجة إلى إعادة تحديث حياتنا بين الحين والآخر وبحاجة إلى تلك اللحظات المفصلية التي نعلن فيها توقف كل شرايين حياتنا، فبرغم من مرارة وألم هذا التوقف، إلا أنه سيساعد في إعادة ترتيب حياتنا، وسنشعر بعده بشيء أشبه بقيمة الصفر وأشبه بالفراغ الذي تضيع فيه كل الفوضى المحيطة بنا، فوضى أفكارنا، فوضى مشاعرنا، وفوضى هذا العالم المضطرب المحيط بنا، الذي لا يسكن ولا يهدأ، فاضطرابه يصلنا دون أن نشعر وصخبه وتسارعه أصبح يشوش علينا أفكارنا، فنُصاب بعِلاته رغماً عنا وتغيم على سماء حياتنا سحب الكآبة والإحباط ونشعر أننا علقنا وغرقنا تحت أمطار الحزن.

لكن رحمة الله ومشيئته تلهمك دائماً إلى طريق جديد تعيد فيه شحن روحك، وتعيد فيه تحديثها، فبعد كل عملية تحديث للروح تقضيها في سفر أو خلوة تختلي فيها بنفسك أو غير ذلك. تعود بعدها بروح جديدة نقية صافية إلى حياتك، فتنعم بها وتتيقن أنه بعد كل ولادة جديدة للروح.. ثمَّة حياة تنتظرك وتستحق شخصاً مثلك يحيا بها ويستمتع بكل تفاصيلها. فعندما ترتبك مركبة حياتك ثق أنها ليست الوحيدة التي تعرضت لمثل هذه الأمواج والأعاصير فالكثيرون مرُّوا بذلك، ولكن لطف الله وعنايته دائماً كانت تحيط بهم وتحتضنهم كي يعودوا لحياة تليق بهم.