-A +A
خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@
•• وقع بين يدي قديماً كتاب لم أزل محتفظاً به.. إنه كتاب «تلبيس إبليس» للإمام أبي الفرج عبدالرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد ابن الجوزي.. وفي الأيام القليلة الماضية عدت لقراءة معمقة لذلك الكتاب، الذي قسمه مؤلفه إلى 13 باباً.. في تلك الأبواب كشف «الإمام ابن الجوزي» مستور أعمال الشيطان (إبليس)، وفتنته في إضلال العباد عن الصراط المستقيم.

•• إذن.. نحن في معركة دائمة غير منتهية مع العدو الرجيم «إبليس»، (إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً).. ولذلك قال الشاعر في ابتلاء الإنسان بأربع عداوات: «إبليس والدنيا والنفس والهوى، كيف الخلاص وكلهم أعدائي».. وهذا العدو الرجيم هو سبب لزوال النِّعَم والخيرات التي أنعم الله بها علينا.. وكلما علت مرتبة الإنسان في الخير والتقوى والإيمان بخالقه أجلب عليه الشيطان بخَيلِه ورِجلِه.


•• وثمة سؤالان مهمان والإجابة عنهما قوة لنا؛ تحدياً للشيطان وتصدياً.. الأول: بأي سلاح نواجه ذلك العدو في حربنا الضروس معه؟! وجوابه: بمراغمة الشيطان ومجاهدته.. الثاني: كيف تكون تلك المراغمة والمجاهدة؟! وجوابه: بالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله وعليه وسلم.. واختصر الإمام القرطبي جواباً واحداً للسؤالين بقوله: «فمن أطاع مولاه، وجاهد نفسه هواه، وخالف شيطانه ودنياه، كانت الجنة نُزُله ومأواه».

•• من ذلك؛ فإن كل شيء ضد هوى النفس يوصل إلى الجنة، وكل شيء مع هوى النفس يوصل إلى جهنم.. ومن الحِكَم المأثورة للتصدي للشيطان: «ما شيءٌ أشد على الشيطان من عالِم معه حِلم، إن تكلم تكلم بعِلم، وإن سكت سكت بحِلم، يقول الشيطان سكوته علي أشد من كلامه».. أما العلاج من وسوسة إبليس وفراره فهو كثرة «الاستغفار» والذِّكر الدائم للخالق.