-A +A
خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@
•• هناك آباء يظنون «التربية» تقتصر فقط على تأمين المأكل والملبس والمسكن لأبنائهم.. لذلك؛ يخطئون حين لم يعلموا أبناءهم منذ الصغر «فن التفاوض» فيضيع معظمهم في معترك الحياة المهنية التي يحضر فيها «التفاوض» بشكل يومي.. تلك القيمة المهارية تعد واحدة من مفاتيح النجاح الأساسية لمن أراد توفيقاً في دنياه المليئة بالطموحات والتحديات.. إذن؛ «التفاوض» مهارة تحقق الكسب وتقلل من منزلقات الخسارة.

•• «التفاوض» بداخله مجموعة من القدرات والمهارات الناعمة؛ المرونة والإبداع والتفكير والتواصل والإقناع والتخطيط.. وتعليم الأبناء تلك المهارة الحياتية الحساسة وآلية عملها وأنواعها وكيفية تحسينها وتطويرها؛ يمنحهم قدرة على إيجاد حلول في كل شيء عن الحياة بداية من البيت والمهنة.. قدرة على فهم التدفق المنطقي للحوار مع الآخر.. وبذلك؛ يستطيعون بناء علاقات وروابط مع الأطراف الأخرى، ويتعزز لديهم الحسن التفاوضي المتدفق.


•• وليس معنى أن «التفاوض» علم واسع ومتجدد، أن نترك تعليم أبنائنا جوانبه الأساسية، فقليل منه يعينهم على مواجهة صعوبة الحياة.. وإذا كان لمهارة «التفاوض» أسرار متشعبة إلا أنها الأكثر أهمية لمستقبل أولادنا، إذ إن لها تقنيات واستراتيجيات لا بد لأولادنا تعلّمها وإلا ضاعوا بين أنواع البشر وأنماطهم.. فإذا تعلموا تلك التقنيات سوف يتفاوضون في حياتهم على علاقات متينة لا على صفقات.

•• الخلاصة: «التفاوض» يؤثر في حياة أبنائنا الشخصية وعلاقاتهم المجتمعية وتفاعلاتهم الأسرية، لاتصاله بشكل وثيق بيومياتنا، فلا حياة بدون تفاوض.. وقيل: لا يوجد إنسان يعيش مع غيره من البشر على الأرض لا يحتاج إلى فن «التفاوض».. انتهي بما قاله الكاتب الإيرلندي «جورج برنارد شو»: «التفاوض هو فن تقسيم الكعكة بطريقة ينصرف بعدها كل من الحضور معتقداً أنه حصل على الجزء الأكبر».