-A +A
خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@
•• إذا كانت الأمم المتحدة خصصت يوماً عالمياً واحداً للتسامح (16 تشرين الثاني نوفمبر)؛ فإن شريعتنا الغرّاء وضعت 365 يوماً ليس للتسامح فحسب، إنما لترسيخ ثقافته وآدابه.. وإذا كان التسامح في القانون الدولي يعني قبول الاختلاف والتنوع؛ فإن نظرة ديننا الإسلامي لهذا التنوع تختلف عن نظرة القانون الدولي، إذ إن الإسلام يجعل العلاقات أكثر إنسانية، كما جاءت به النصوص القرآنية والنبوية.

•• وعند قول البارئ عز وجل (خذ العفو وأمر بالعُرف وأعرض عن الجاهلين)؛ فتحت الشريعة الإسلامية أعيننا قبل 14 قرناً على المفهوم الحقيقي للتسامح والعفو برؤية مزايا الناس بدلاً من تصيد أخطائهم، وإقرار «ثقافة التسامح» وأنها حق أصيل للإنسان، بمبادئ من الإخاء الإنساني.. أما في العصر الحديث؛ فاعتمد المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو (باريس، 1995) شاملاً للتسامح كفضيلة تُيسر قيام السلام وقيمه.


•• وثمة مبادئ للتسامح؛ منها: العقلانية، والحكم على الآخرين بموضوعية، والعفو بقناعة تامة.. أما فوائده فتتلخص في: القدرة على ضبط النفس والمشاعر والعواطف، والبعد عن الانتقام والحقد والكراهية، والقضاء على المشاكل المجتمعية، والتقليل من المشاكل بين الأقران والأحبة الناتجة عن سوء الظن وعدم التماس العذر.. وصدق ابن الخطاب رضي الله عنه حين قال: «إذا سمعت كلمة تؤذيك فطأطئ لها حتى تتخطاك».

•• وما ساد «التسامح» في مجتمع إلا انتشرت المحبة والألفة والتضامن والوحدة بين أفراده.. ومن أهم ثمراته: يحد من المشاكل بين المحبين والأصدقاء، ويحقق القدرة على التعايش بتقبل الاختلاف والحفاظ على حقوق الآخرين، ويزيد من تفعيل الحوارات البناءة بالطرق السليمة دون تعدٍ.. ولله در أحمد شوقي حين أنشد في بيته الشعري: «تخلق الصفح تسعد في الحياة به، فالنفس يسعدها خلق ويشقيها».