-A +A
خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@
•• تعريف «الإجادة» في قواميس اللغة أنها مصدر «أجاد»، و«جوَّدَ العمل»: أي أتقنه وأحسن صنعه وألمَّ به، و«تجوَّد ملابسه»: أي اختار الجيد منها، و«جادَ بنفسه»: أي ضحى بنفسه، و«جادَّهُ في الأمر»: أي خاصمه، و«جاودَه»: أي غالبه في الجود، و«أجْوَدَ»: أي أتى بالجيد من القول أو العمل، أما «الجودة»: فهي مجمل السمات والخصائص للمنتج أو الخدمة التي تجعله قادراً على تلبية الاحتياجات.

•• هذه المقدمة اللغوية لم تكن قطعة فلسفية عن مفهوم «الإجادة»، إنما تمهيد للحديث عن المبادرة الوطنية «إجادة» التي كان الهدف من قيامها: رفع مستوى الشفافية والامتثال للأنظمة واللوائح البلدية لنفع بيئة الاستثمار وأصحاب المحلات، وتحسين جودة الخدمات للمستهلك داخل السوق، تلك المبادرة ـ كما جاء في تعريفها ـ تطوير آلية الرقابة بتطبيق أفضل المعايير المهنية والتقنيات الحديثة المستخدمة في هذا المجال.


•• ومن يقرأ على الورق تلك الأهداف النبيلة لمبادرة «إجادة» يرى أنها لا تعكس واقع الاستثمار في الميدان، خصوصاً بعد شكاوى أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة وانتقاداتهم، إذ إن «إجادة» تطرد صغار المستثمرين من السوق وتضطرهم إلى الانسحاب وإغلاق نشاطاتهم التجارية، ولذلك عدة أسباب؛ أبرزها: المبالغة في الغرامات المالية المفروضة على أصحاب المحلات، والتعامل غير الحضاري من بعض مراقبي البلديات مع أهل الاستثمار.

•• فإذا كانت بعض المجالس البلدية طالبت أمانات المدن بمراجعة اشتراطات برنامج «إجادة» وقابليتها للتطبيق؛ فإن القطاعين التجاري الصغير والمتوسط فوجئا بتصيّد الأخطاء دون التنبيه في المرة الأولى، مع أن مجلس الوزراء الموقر منح في قراره عام 2021 وزير الشؤون البلدية والإسكان صلاحية وقف تطبيق بعض المخالفات والاكتفاء بتنبيه المخالف للمرة الأولى.. الأمل في معالجة خلل برنامج «إجادة» حمايةً للمستثمر السعودي.

برنامج «إجادة» بين الآلية والتطوير:

1ـ الهدف: رفع الشفافية وحماية المستهلك

2ـ الواقع: مبالغة في الغرامات وتصيّد الأخطاء

3ـ النتيجة: هروب المستثمر من السوق

4ـ الحلول: مراجعة الاشتراطات ومعالجة الخلل