-A +A
خالد بن هزاع الشريف khalid98alshrif@
•• مع نهاية كل سنة تمر من عُمري أقف مع ذاتي للمحاسبة.. مثل تاجر يقف آخر العام ليجرد حساباته وينظر إلى ربحه وخسارته ثم يفتح صفحة استثمارية جديدة.. أقف مع دفاتري أرى ماذا طلبت وماذا أُعطيت!.. هذا العام لا أعلم لماذا أرجأت هذه الخطوة الحَوليَّة.. ربما لأن الله أعطاني العام الفائت أكثر مما طلبت.. حمداً ربي وشكراً لأفضالك على عبدٍ مقصِّر.

•• حين أكتشف أن هناك من يسرق مني الزمن؛ تذكرت أجمل لحظات تربيتي منذ الصغر على الحاسة الداخلية بقيمة الوقت.. وعندما تعودت في مرحلة مهمة من حياتي أن أسبق الوقت وأجعله خلفي؛ صرت أنجز مهامي قبل وقتها مثل شجرة تحلم بالثمار.. ولما ابتعدت عن شجون عتمة العبارة «الوقت ضيق»؛ وزعت وقتي بين مشاريعي المهنية والحياتية كشمس وزعت ضوءها على أرجاء الأرض.


•• من فرَّط في وقته وبقي داخل كهف مظلم؛ فليبحث عن قبره في خندق الحسرة.. ومن أغلق باب الإنجاز خارج مدار المحافظة على الوقت؛ فسيرى الشرق غرباً والشمال جنوباً.. ومن عاش وقته بسطحية متدفقة وعشوائية فيَّاضة؛ فسوف ينظر للبحر كأنه يابسة، ويحل عليه النهار كأنه ليل.. ومن يداهمه اكتئاب الزمن المعتم، فسوف يشعر بانقباض يستولي على وقته ويحكم على نفسه بالإعدام.

•• إن أردت المرور من بوابة تطلُّع لا يحدها إلا السماء؛ انحني لشعاع الوقت ودفئه ومد عنقك إلى هوائه.. وإن أردت افتراش الأرض تحت أقدام مهامك اليومية؛ خضَّ وقتك بقوة لتسبح تحت نافورة الإنجاز.. وإن أردت أن تكون مثل سحابة أمل تُفْرغ مطر التفوق؛ لا تعاند الزمن مثل من يرفض الانصراف للأمام.. عليك الآن إصدار قرار فوري بشطب «التسويف» من حياتك.