-A +A
سعيد آل محفوظ SaeedAlmahfouz@
يولد الإنسان بفطرته ليبدأ التعلم والبحث عن فرص النجاة؛ «فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»، كما قال (عليه الصلاة والسلام).. هم كل مصادر التلقي (ابن النجار كأبيه)؛ فقد يحدث التغير ليصبح طبيباً؛ وسببه نتاج حدث فكري جعل له حالة من التفكير والبحث حتى أصبح راغباً في مجاله المختلف.

تتنوع الأحداث الفكرية بطرق مختلفة؛ بكلمة وجدت لها في القلب وعاء، أو نقاش وضع النقاط على الحروف، أو مشاهدة جعلته يتقمص الدور وينوي التغيير، والرابط في هذا كله «القناعة بالتغيير» لتكون ملامح شخصية مستقلة تشق طريقها وفق ما تمليه عوامل التأثير الداخلية والخارجية.


وهنا يكون للفكر عمل دؤوب في التحليل، والتقييم، بل واتخاذ القرارات؛ بناء على قناعات واعتقادات تكونت بفعل جميع المدخلات، بل كل ما يمكن أن يكون طريقاً لغرس الأفكار، والقيم، والتأثير عليها.

وبذلك يكمن الخطر بإمكانية زرع الشبهات، والاختلافات، والانحرافات الفكرية؛ نظراً لتأثيرها المباشر على العقول بأساليب مختلفة بعضها يعد بعناية وفق أسس منهجية ليكون أقرب للتصديق! لتظهر الأفكار المتطرفة، والانحرافات الخُلُقية، والانتماءات المشبوهة، التي تجر خلفها الأفكار الهدامة؛ لتزعزع الأمن والسلم، وتثير الذعر والخوف؛ نظراً لتسليم العقل للعاطفة بعيداً عن التمعن في الخبر، والتثبت من المنقول، والتأكد من صدق الناقل؛ فتجد الجماعات المنحرفة تصل إلى تحريف الأحاديث، بل وما ينسب عن النبي (عليه السلام) بهدف التغيير، وإحداث الفوضى وبأحاديث مكذوبة، وبعضها قياس في غير موضعه؛ ليكون الخطر وشيكاً، والوقوع في شراكها أمراً واقعاً؛ فيصل الحال بغسل العقول إلى أن يقتل الأخ أخاه، وابن عمه؛ بحجج قبيحة، ومنطق وقح، لم يراع الإنسانية، وتشريع الخالق بحفظ الأنفس.

أخيراً..

جريمة الانحراف الفكري تهدم أمة، وتقتل أمل، وتنشر الظلام في شغاف القلوب؛ لتكون حياةً بائسة، فكيف بك حينما تُطَوق بفِعلك، وترى أثر دمارك؛ ليصحو الضمير بعد المضي إلى المصير! فهي بارقة أملٍ لتجنب الدمار، وتحصين النفس بالعلم، والاندماج في المجتمع، ومتابعة الأبناء بجودة تربية؛ فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته.