-A +A
د. فارس بن عبدالله المالكي EngFarisAlmalki@
«دائماً ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة» هكذا بدأ ولي العهد حديثه حين أعلن رؤية السعودية 2030. فحددت الرؤية السعودية الطموحة ثلاثة محاور هي: مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، ووطن طموح. فتعدّت صلاحيات رؤية السعودية إلى ماهو أبعد من الاقتصاد لتشمل تحسينات في نوعية الحياة ودعم بناء الدولة. فقدمت الحكومة السعودية برنامج تعزيز الشخصية السعودية كمشروع للهندسة الاجتماعية.

ويُعنى البرنامج بتعزيز الهوية الوطنية للأفراد مستنداً على قيم إسلامية ووطنية، ويعزز الخصائص الشخصية والنفسية التي تساعد على تحفيز الأفراد وتقودهم نحو النجاح والتميز والإتقان، وكل ما يخلق جيلاً يتماشى مع توجهاتها السياسية والاقتصادية. هذه المزاوجة بين أخلاقيات العمل وقيم السعودية تعملان سوياً من خلال برنامج تعزيز الشخصية السعودية للمساهمة في إبراز الفرد السعودي كنموذج متميز قيمياً، وأخلاقياً، ودراسياً، وعلمياً وعملياً، إضافة إلى مساهمة البرنامج في تصحيح الصورة الذهنية للمملكة العربية السعودية خارجياً.


يتضمن البرنامج عدة أهداف مباشرة وغير مباشرة لتحقيق برنامج تعزيز الشخصية السعودية، في المقابل هناك مؤشرات لتحقيق البرنامج لتستطيع السعودية رصد تأثير تعزيز القيم الدينية والوطنية لتصب في صالح منظومة تكاملية من المصالح تجعلنا نموذجاً عالمياً. لذلك أدركت الجامعات أن عليها مسؤولية في إنجاح برنامج تعزيز الشخصية السعودية، وذلك من خلال دورهم كمرشدين وموجھين للطلبة من خلال غرس قيم الوحدة الوطنية والانتماء الوطني في نفوس الطلبة. إلى جانب دور الأكاديميين في خلق بیئات داعمة ومحفزة لممارسة مهارات معارف القرن الحادي والعشرين وكل ما يؤهل الطلبة لدخول سوق العمل وتحقیق رؤیة الوطن وخلق جيل يتماشى مع توجهاتها السياسية والاقتصادية. على سبيل المثال مشروع سمات خريجي جامعة الطائف Taif University Graduates Attributes (TUGA) الذي انطلق في 2017 كأول جامعة محلية تطبيقاً لمشروع سمات الخريجين. بحيث يتميز خريجو جامعة الطائف بحزمة من الصفات المشتركة مع العمل على تشكيل هوية وشخصية طالب جامعة الطائف بشكل علمي وممنهج. برنامج تعزيز الشخصية السعودية متفرد ونوعي، فالفرد السعوي يتمتع بقيم إسلامية ووطنية، تقوده وتحفزه نحو التميز والإبداع.

أخيراً:

وأنا على يقين أن المواطن السعودي سيكون من أفضل قنوات تسويق المملكة خارجياً، وبذلك يكونون خير سفراء لأغلى وطن. سيبقى المواطن السعودي رقماً مهماً على الخارطة الدولية في مختلف نواحي الحياة، وستتطور بصمته الإيجابية أينما حل «سعودي مر من هنا... وهذا الأثر».

* أكاديمي بجامعة الطائف