-A +A
ليال عبدالمحسن layal_m3356@
رغم أني جئت إلى ينبع في سن صغيرة جداً، لكني أذكر جيداً كيف كان يملؤني الشغف والرغبة لاكتشاف المكان وتلمس أسرار هذه الأرض، كانت تملؤني الدهشة بسحر المكان وبهاء الشجر وطيش الريح وحفيف الزهر في هذه المدينة البكر التي تفرد ساقيها بكل فتنة وعبث على شاطئ البحر دون اكتراث بهندسة العمران واختراق الحضارة في المدن التي حولها، كانت وحدها العذراء الساحرة التي لم يمسسها عابر، فتنت في ينبع هذه الحسناء الولّادة الخلاقة لكل ما هو جميل وبديع وغرقت في تفاصيلها وكشف أسرارها الشهية حتى تحولت إلى سفيرة لهذه المدينة الساحرة عند أسرتي ومعارفي من خارج ينبع وأصبح أهلها البسطاء الطيبون المبدعون في كل مجال هم أهلي وأنا جزء منهم.

تجاوزت مراحل عمري مرحلة مرحلة في حضن هذه الأرض، تابعت بشغف وحب تطورها وصعودها للأجمل والأبهى بكل طمأنينة وفرح والشاهد الأعظم والأبلغ في كل هذه المراحل هو ما يحدث الآن من تقدم نحو الأفضل، إذ تحولت هذه المدينة الطفلة إلى صبية ناضجة فاتنة فرضت نفسها كمدينة سياحية مهمة في بلادنا، يشار لها ببنان الإعجاب والفخر، بعد السعي الجاد والمتواصل من القائمين عليها من مسؤولين مكلفين ومن أبنائها البارين لاستثمار بحرها الجميل كقيمة سياحية واقتصادية والعمل على إبراز تاريخها المجيد وثقافة أهلها من خلال التركيز على تراثها العريق وشعبياتها البديعة الفريدة ونسيج سكانها العجيب، الذي صنع تفردها وميزها عن غيرها من مدن بلادنا الغالية كل هذا الإنجاز جاء بفضل من الله ثم بفضل جهود هيئة السياحة ممثلة في ابن ينبع المخلص المحب سامر العنيني، وبحرص تام ودعم متواصل وجبار من محافظ ينبع المهندس سعد السحيمي سيد الإنجاز ورائد النجاح، وبفضل وفاء أبناء ينبع ممن نشأ وتربى على أرضها المعطاءة الطيبة، فخورة جداً أن تحبني ينبع وأحبها للأبد.