-A +A
أحمد الشمراني
مسميات كثيره تطرح على الفن وأهله لكنها تظل في إطار انطباعي تحددها أحياناً اللحظة وأحياناً علاقة أحب وأكره....!!!

ولا أحب أبداً نوعية مريضة تكتب عن الفن بنفس الحب والكراهية لأن الفن أسمى من هذه النوعية التي ركلها الزمن....!!


أكتب اليوم عن ثروة وطنية مثلت لنا رسالة واعية شكلت قوة ناعمة سعودية، بل وأرست قاعدة فنية عالية وغالية، إلا إن هذا الكبير -وأعني محمد عبده- ظل على امتداد ستين عاماً سفيراً لنا دون أن يُمنح ما يستحق من تقدير، نعم ظل يصارع من أجل إيصال رسالته السعودية خارج الوطن ولم يستشعر أحد دوره حتى جاءت مرحلة (الملهم) ....!

المرحلة التي أعادت الأشياء إلى أصولها على كافة الأصعدة والفن أولها....!!!

مرحلة شكلت حالة وطنية، محمد عبده أحد دعايمها، كيف لا وهو الذي كان يبكي شوقاً على امتداد حفلاته خارج الوطن لهذه اللحظة التي تجمعه بنا على مسارح الوطن....!!

استشعر النبيه والخلاق والمتمكن تركي آل الشيخ دوره فقدم لنا رسالة الترفيه الفنية بجودة عالية أخذ من خلالها الفنان محمد عبده دوره الريادي الذي هو جدير به....!!

في ليلة يوبيله الماسي قدم واحدة من رسائله الفنية العظيمة والتي يجب أن يتم استيعابها من جيل أرهق نفسه بالوله والصخب دون فائدة.....!!!

يقول الصديق عدنان المهنا في رسالة بعثها لي بعد ملحمة (الجمعة: أخي (أحمد الشمراني)

لا يزال محمد عبده يستنطق اللفظ العذب والكلمة الفياضة بعاطفة وروح وبزاد من الفكر وذخيرة من الشعور..

لا يزال، حريصاً على تأصيل (المبادئ الثقافية للصوت) مفتخرا بقيمه ووطنه وأهله، في زمن سقطت فيه الأصوات في (هلامية الكلمة والنغم)، وعاشت أذواقنا نضوجاً في مجال (الدرس الصوتي العفيف) المتذوق، فاحتكمت الأغنية السريعة (للفيديو كليب) الذي (غالباً) ما يختل شرط ائتلافه بين النغمة والسلطنة والنبرة، فينشأ التنافر ضمن المنظور الذي ميز علم الموسيقى وفن الغناء، باعتبارهما مبنيان على (العلوم الطبيعية والقواعد الرياضية)، بحيث تتركب منهما ألحان تستسيغها الآذان حين تكون مبنية على موازين وموازير موسيقية تكسبها طلاوة وتطريباً، أو تتباين الأزمنة فيكون الأداء نشازاً (عزفاً على الآلة أم غناء)..

وأمام هذه الرسالة من الحبيب عدنان تذكرت تلك الأصوات التي أرادوا لها أن تكون محمد عبده، وظل محمد واحد نسخة واحدة لن تتكرر ولن تستنسخ.!