-A +A
خالد السليمان
جبران باسيل شخصية سياسية لا يمكن إنتاجها إلا في لبنان الذي يمكن أن تكون فيه رئيسا أو وزيرا أو نائبا أو زعيما حزبيا بالوراثة أو المصاهرة أو «الزعرنة»، وفي لبنان وحده كل زعيم حزب سياسي يستقبل على شاشات النشرات الإخبارية ويودع زواره من الزعامات الأخرى كما لو أنه رئيس دولة، بل إن لبنان يصدر المغتربين إلى الخارج ليصبحوا رؤساء دول ووزراء حكومات وزعماء أحزاب !

أول مرة تعرفت فيها على جبران باسيل كانت عبر لقاء حواري تلفزيوني قبيل عودة والد زوجته ميشيل عون من منفاه إلى لبنان، كان يبشر بأن عمه سيعود ليقود لبنان نحو التغيير، وكان محاوره والضيف الآخر يقابلون إجاباته بالسخرية، لم يكن أحد يأخذه على محمل الجد، ورغم فشله في جميع الانتخابات التي خاضها، ورغم انقلاب عمه على جميع المعايير التي وضعها لحرمان خصومه من التوزير ليوزره، فإنه في النهاية حقق كل أمانيه، وبات مع علاقته بحزب الله الآمر الناهي في حكومة لبنان اليوم والمرشح الموعود لخلافة عمه في قصر بعبدا، ولم يكن هذا ليحدث سوى في لبنان !


الوزير باسيل أو الصهر المعجزة كما يسميه بعض اللبنانيين، أقحم السعوديين في تغريدة للدفاع عن أولوية اللبنانيين في نيل فرص العمل في بلادهم، وهو يعرف جيدا أن السعودي الموجود في لبنان هو إما سائح أو مستثمر، وكلاهما يغذي اقتصاد بلاده المتهالك، ولتمرير عنصريته والتمويه على المستهدف الفعلي من تغريدته التي صوبت على السوريين والفلسطينيين أضاف الفرنسيين والأمريكيين، بينما ذكر الإيرانيين لذر الرماد في العيون وهو يدرك جيدا أن الإيراني هو فعليا اليوم رب عمل العديد من السياسيين والحزبيين اللبنانيين في لبنان !

من حسن حظ معاليه أن السعودية التي تستضيف على أرضها أكثر من 300 ألف لبناني يشكلون حوالى 5% من شعب لبنان وتدعم اقتصاده بمليارات الدولارات، وساهمت في دعم تسوية انتخابات الرئاسة وتشكيل الحكومة، لا تختزل لبنان في سياسييه، وإلا لكان اليوم يبحث عن وظيفة وزير في بلد بلا رئيس ولا حكومة ولا سيادة !