-A +A
ريهام زامكه
من أبسط حقوقنا البشرية أن نتمتع بجميع تفاصيل حياتنا ما دمنا على قيد الحياة، ولكن ليس جميع المُتع في الحياة تحتاج لأن نكون بكامل وعينا وإدراكنا وقوانا العقلية، وحتى لا يتحمس بعض المُتحمسين والسبّاقين لسوء الظن دائماً أنا أتحدث عن نعمة النوم العظيمة وما أجملها من نعمة وما أتعس الإنسان المحروم منها.

قالوا قديماً (النوم سلطان) لما له من هيبة وسلطة وهيمنة على البني آدم لا يستطيع مقاومتها فيرضخ لها وتخور قواه ويسلم جسده وعقله وكيانه ويستسلم لأحلامه حتى يفيق، فالإنسان يقضي حوالى ثلث حياته نائماً، والبعض قد تعدى هذا المستوى بمراحل فأوشك أن يلحق (بأهل الكهف).


وبالطبع يعتبر النوم حالة طبيعية يمر بها الإنسان ويكون في حالة استرخاء يحتاج إليه الجسد والذهن، وفي الواقع المثبت علمياً يحدث للإنسان خلال وقت نومه العديد من الأنشطة المعقدة للمخ والجسد بصفة عامة والتي تتأثر سلباً إذا ما أخذ الشخص كفايته من النوم.

وقد قالت العرب (منذُ مبطي) في ترتيب النوم ما يلي:

أن أول النوم النعاس وهو أن يحتاج الإنسان إلى النوم، ثم الوسن وهو ثقل النعاس، ثم الترنيق وهو مخالطة النعاس العين، ثم الكرى والغمض وهو أن يكون الإنسان بين النائم واليقظان، ثم التغفيق وهو النوم وأنت تسمع كلام القوم، ثم الإغفاء وهو النوم الخفيف، ثم التهويم والغرار والتهجاع وهو النوم القليل، ثم الرقاء وهو النوم الطويل، ثم الهجود والهجوع والهيوع وهو النوم الغرق، ثم التسبيخ وهو أشد النوم.

وفي الحقيقة بعدما قرأت تعريفهم هذا وجب علي أن أعترف بأني لا أمُر بجميع ما ذكر أعلاه من مراحل، فأنا انتقل مباشرةً من مرحلة النعاس إلى مرحلة التسبيخ ولله الحمد.

فلستُ عاشقة ولا مهمومة ولا مجنونة ولا كذابة ولا تشغلني أمور الدنيا وتقلق راحتي عن نعمتي ونعيمي ومتعتي في نومي، فبالله عليكم كيف يمكن أن أضحي بكل سهولة بسلامتي الروحية، والفكرية، والعقلية، والجسدية، والوقتية من أجل أمور دنيوية؟!

صحيح إنني أطرب وأستمتع بكذب نجاة الصغيرة على حبيبها وهي تقول:

(أنا رمشي ما داء النوم وهوّا عيونه تشبع نوم) لكني أعرف جيداً أن المسألة مجرد كلام عشاق وأن حبيبها نائم طوال الليل، وهي نائمة طوال النهار، فالنوم سلطان وبلاش (بَكش) يا نجاة وروحي نامي كبرتِ على السهر.

* كاتبة سعودية

Twitter: @rzamka

rehamzamkah@yahoo.com