-A +A
إبراهيم إسماعيل كتبي
في ظل الحملات المسعورة التي ارتبطت بحادثة رحيل المواطن جمال خاشقجي، لم يعد هناك من غرابة لهذه الدرجة من العداء والكيد والافتراءات على المملكة من أبواق قطرية وإقليمية تعكس سياسة بلادها المارقة وأجندتها الهدامة، وبعض وسائل الإعلام التركية التي ترتبط بجماعة الإخوان الإرهابية، وكذلك صحف وقنوات غربية مخترقة بأموال وعناصر الكارهين لبلادنا. فتلك الحملة المعادية ليست الأولى ولا يتوقع كل ذي بصيرة أن تتوقف، طالما استمرت بلادنا في تعزيز استقرارها ومكانتها ودورها وتطورها، وهي ولله الحمد تملك قدراتها وقراراتها ومواقفها الرائدة تجاه الأمة.

القاصي والداني يعلم يقينا أن المملكة وعلى مدى تاريخها، ليس من سياستها تلك الأساليب حتى تجاه من باعوا أنفسهم لأعداء الوطن والتآمر عليه، وأسقطوا انتماءهم بخياناتهم له، فكيف بمواطن أبدى معارضة ولم يُسقط انتماءه، وتقدم للقنصلية السعودية في إسطنبول لإنهاء إجراءات تخصه.


لقد تابعنا تسارع السقطات الإعلامية والسياسية المسمومة من وسائل إعلام وتسريبات وسيناريوهات معلبة تحاول النيل من المملكة تروجها جماعات إرهابية ترعاها دول إقليمية مارقة طامعة في نفوذ، فجعلت أم معاركها استهداف المملكة والتآمر عليها لكونها حائط الصد لمشروعهم الخبيث في المنطقة، كما هو حال إيران وقطر وأذرعتهما الشيطانية وغيرهما من دول وقوى الشر التي تحاول بكل السبل إشغال بلادنا والتشويش على تقدمها.

فالملاحظ من سير التطورات أن حملة العداء للمملكة تم استغلالها وفق السيناريو المتصاعد منذ لحظة إعلان الاختفاء على لسان من قالت إنها خطيبة جمال خاشقجي، وما تبع ذلك من تسريبات متناقضة وخادعة دون دليل ملموس، استهدفوا بها اتهام المملكة وإحداث أكبر قدر من التشويه والإساءة وهو ما تصدت له المملكة بإعلانها عن المتهمين الـ18، وأن العدالة ستطبق وبكل شفافية وقد تم إعلانها كما وعدت القيادة الرشيدة.

إن تلك الحملة الإعلامية تفضح مجددا حجم وطبيعة التآمر على بلادنا، وهو ما يدركه جيدا الرأي العام السعودي بكل الوعي والمسؤولية الوطنية، وقد أكد مجددا موقفه الوطني الرائع وصلابته في التصدي لتلك الحملات الماكرة، والتي أيضا لا تغيب عن المسؤولين والمراقبين المنصفين من العقلاء في الأمة والعالم، فجاء الموقف العربي والإسلامي المساند بقوة للمملكة في مواجهة تلك المؤامرة.

أيضا ليس جديدا على بعض وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى تبنيها حملات ضد المملكة خاصة والحقوق العربية عامة، فهي تعكس طبيعة الخارطة السياسية في الداخل الأمريكي والصراع الانتخابي الذي يطال مفاصل القرار الأمريكي، ولهذا استغلت تلك الوسائل الحادثة الحالية للضغط على الرئيس ترمب لاتخاذ إجراءات متسرعة ضد المملكة ومحاولة توريطه في الإضرار بالعلاقة التاريخية حتى لو كان الثمن مصالح أمريكا والاقتصاد العالمي، وهو ما تصدى له الرئيس بوضوح لفظا ومعنى، وهذا ما أكده بيان البيت الأبيض الذي أيد العدالة التي تطبقها المملكة فجر السبت.

المملكة ستتجاوز بإذن الله، كل هذا الغبار كما تجاوزت مؤامرات كثيرة، لكن ما يفيد هنا هو أن تلك الحملات المعادية أحدثت فرزا دقيقا بين من هم المحبون المخلصون لبلادنا والعقلاء في العالم، ومن هم الأعداء ممن يضمرون لها أحقادا وشرورا مزمنة، وهؤلاء بمكرهم يدفعون الثمن تباعا، ومصيرهم مزبلة التاريخ، عندما يأتي يوم قريب تصرخ فيه شعوبهم بأن مستقبلهم والعالم سيكون أفضل بدونهم.

* كاتب سعودي