-A +A
طلال بن حسين قستي
في الهدي النبوي العظيم يقول رسولنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه»..

بهذا التوجيه نعايش نبراساً ملهماً.. وشعلة ضوء تنير لنا معالم الطريق في مسيرة الحياة.. فنحن في الأساس خلقنا لإعمار الأرض بالعمل الصالح، لقوله سبحانه وتعالى: «هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا»، فكيف تستقيم حياتنا وتنتظم خدماتها وتتطور نشاطاتها إذا لم نعمل بإتقان؟!


بكل تأكيد لن يتحقق ذلك، فالإنسان العامل مكلف بمهام وعليه واجبات وله حقوق.. فلا يجب أن يصرفه ضغط العمل.. أو الاندفاع بلا اتزان للكسب المادي أو مصاعبه أو معوقاته.. عن واجب إتقانه كما أمرنا بذلك الشرع الإسلامي الحنيف.. وفي هذا الجانب قال بعض العلماء إن «الإتقان» فريضة.. كما اعتبروا العمل عبادة.. خاصة إذا تمت تأديته بإخلاص، وروعي فيه مخافة الله.. وهو الرقيب جل جلاله.‬‬‬

وخدمة ضيوف الرحمن في مقدمة الأعمال الجليلة التي تحتسب عند الله.. وبحكم مكانتها.. وأهميتها.. ولطبيعة التصاقها بوفود بيته العتيق هؤلاء الحجاج الذين تركوا بلدانهم البعيدة وقدموا لأداء فريضة الحج.. وهو الركن الخامس من أركان الإسلام العظيم.. استجابة للأمر الإلهي «وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» ‬.. فإن قيمة عمل من اؤتمن على خدمة ضيوف الرحمن تعلو على أي قيمة، ولا يماثلها في الأداء عمل آخر، ولذلك كان الاهتمام الأول والرئيسي لبلادنا هو رعاية ضيوف الرحمن وتهيئة كل الخدمات والرعاية لهم لتيسير فريضتهم.. وبفضل الله نجحت في العقود الماضية.. حتى ترسخت في أذهان العالم أجمع مكانة وعظمة وأهمية المملكة العربية السعودية في قلوب المسلمين، فما من مسلم ولا مسلمة يتجهان في صلاتهما إلى القبلة لأداء الصلوات الخمس المكتوبة إلا وتحلق بهما الأمنيات لزيارة بيت الله العتيق.. ومن ثم أداء فريضة الحج المكتوبة.. والتي إن تحققت بنجاح واطمئنان يكتب لهما الفوز بالمغفرة.. لقوله صلى الله عليه وسلم: «منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ»، أي خالياً من الذنوب.. مشمولاً بالرحمة والمغفرة بعون الله وقدرته.‬‬‬‬‬‬‬

إن المملكة العربية السعودية وعلى مر تاريخها المجيد هي البلد المضياف الذي سخرت طاقاته البشرية والمالية لخدمة المسلمين.. تواصل اليوم.. وكل يوم.. العمل لجعل رحلة الحج ميسرة وآمنة.. وتخلف ذكرى جميلة في ختامها في نفوس زوارها، وما هذه الاستعدادات، والتطور الحاصل في الخدمات سواء.. بالجهد البشري أو التقني.. أو السعي المخلص من أجل نجاح موسم حج هذا العام (1439) إلا ثمرة من ثمار التخطيط السليم للإدارة الناجحة.. والإرادة القوية.. والدعم السخي والمتابعة المستمرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان يحفظهما الله.

وسنمضي بإذن الله في أعمالنا كما خطط لها في برنامج ضيوف الرحمن ضمن رؤية (2030).. ولا نكترث بالقلة الحاقدة الذين يحاولون التشويش علينا إعلامياً خارج الحدود، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. فالمهمة سعودية ناجحة بامتياز.. بعون الله وتوفيقه.

** رئيس تحرير مجلة الحج والعمرة