-A +A
مها الشهري
ALshehri_maha@

حين أصبحت تكنولوجيا الاتصال والإعلام تساهم في الكثير من التحولات وصياغة الحياة، فرضت نفسها على الواقع، وبذلك تداخلت الأفكار والثقافات وأعيدت هيكلة الاصطفافات في منطقتنا العربية، كما سهلت تلك الوسائل صناعة الأدوات التي تتوجه بها أي جهة معادية ضد أي حزب أو بلد، غير متوانية عن نشر الفتنة والانشقاق بين أبناء المجتمع الواحد.


نشهد يوميا حربا إعلامية مؤدلجة تهدف إلى قولبة الشباب وتنميطهم، ورغم ضعف الاحترافية إلا أن المؤثرين الشباب في الإعلام الاجتماعي يحاولون مقاومتها بشدة وتصحيح ملابساتها بشكل مستمر، حتى توقع الناس أن ما يتم تداوله في الإعلام الاجتماعي بناء على ما لدى المجتمع من المشكلات الاجتماعية التي يسهل استغلالها لإثارة الجدل على أي مستوى؛ بأنها تصرفات مغرضة تستهدف إثارة الفوضى في الأوساط الاجتماعية، حتى أن البعض قد يرى الناقد المصلح «عميلا» حين اختلط الحراك الثقافي ومصادر الإثارة فيه، وأصبحت الساحة لا تحتمل النقد والتصحيح الذي نحن في أمس الحاجة إليه لتقويم حياتنا، إلا أن الإيجابية في الأمر من جانب قد تؤدي إلى إعادة النظر في تلك الموضوعات التي يتجادل الناس حولها، ربما يساهم ذلك إلى حد كبير في تقبل البعض وانسجام الآراء حول قضية مختلف عليها وتعتبر مثيرة للجدل كلما طرحت، بدافع الخجل وتشكيل نظرة جديدة لمواجهة القضايا التي تعد إشكالا في حد ذاتها تجنبا لأن تكون مأخذا نقديا ساخرا لدى الآخر في الوقت نفسه.

شبابنا هم الهدف، وهم هدفنا أيضا لتحصينهم في صنع حملات مضادة تحميهم فكريا واجتماعيا، فلا ينبغي أن يترك الأمر ليصيغ نفسه بنفسه، وإن كانت هذه حصيلة التغيير الحتمية إلا أنها لن تعطي نتائج متسارعة مرجوة، فلا بد من التدخل لتوجيه ثقافة الفرد وصناعتها لمواجهة ذلك مهما كلف الأمر، وحتى يكون الشباب أسلحة بناءة لا صراعية مستهلكة، فالأمر يتوقف عند جيل الشباب الذي يتعامل مع الحاضر ليبني المستقبل.

maha3alshehri@gmail.com