-A +A
علي مكي
«هذا الفوز حافز كبير للجميع، لكن علينا أن نتذكر أن المشوار ما زال طويلا وما زالت تنتظرنا مباريات مهمة، فهناك ست مباريات واحدة منها أو اثنتان في حال كسبنا قضية مباراة العراق- على أرضنا، وهذا يعني أن المسؤولية ستكون مضاعفة وأنتم جديرون بتحملها.».. (انتهى)

أولا يجب، كمواطنين، أن نشكر الأمير عبدالله بن مساعد على اهتمامه الكبير بمنتخبنا الوطني، ومرافقته لأعضاء المنتخب في نزالاتهم وتدريباتهم. هذا الإحساس من المسؤول الأول عن الرياضة في السعودية مهم جدا ووضح تأثيره على المنتخب، إذ القرب والعمل كأسرة واحدة من رأس الهرم إلى نقطة القاع يصنع المعجزات ويحقق المستحيلات. أعجبني كلام سمو الرئيس بعد المباراة وقوله للاعبين إن مشوارهم لما يزال طويلا جدا، فأمامنا مواجهات أصعب تنتظرنا ومعظمها خارج ديارنا، وأهم شيء من الآن أن نفكر في الاستمرارية والصعود إلى نقطة أعلى من التي وصلنا إليها أخيرا، وكل هذا لن يكون إلا بمواصلة العمل والبذل والجهد والروح، وكما يقول الأمير عبدالله بن مساعد في كتابه الشهير «ألف ميل في خطوة واحدة»: «أمامي من العمل والجهد والتعلم ومراكمة الخبرة أكثر بكثير مما ورائي. أحيانا أعتقد أنني لم أبدأ بعد، لا أزال في طريق رحلة الألف ميل» وهذا ما يجب أن يعيه لاعبونا، لأن الطريق إلى روسيا واستعادة مجد كبير آسيا ما يزال في انطلاقة الخطوة الأولى.


أعرف أني انتقدت المنتخب كثيرا في الفترة الماضية حتى وهو يحقق العلامة الكاملة في أولى مباراتين في التصفيات. واليوم أقول إنه جميلٌ ومبهجٌ هذا التحسن الذي طرأ على أداء أخضرنا الوطني في نزالي جدة الأخيرين، أمام أستراليا والإمارات، وإن كنا أضعنا الفوز على (الكنغر) الذي كان في أيدينا لولا الحظ. المهم بقي أن نقاتل وننتزع نقاط اليابان، خصوصا أن الإمارات هزمته في عقر داره، وأن نواصل الإبحار بعدها بثقة وتحد وصمود إلى المونديال الكبير الذي غبنا عنه طويلا، وعندها يكون من حقنا أن نفرح من القلب بتأهل حقيقي إلى خوض المنافسة العالمية الأكبر والأهم ونغني ونكتب الشعر والنثر والمجد للوطن ورجاله، أما الآن فنحن لم نتأهل بعد، فلا داع، إذن، لكل هذه المبالغات الإعلامية التي قد تضر أكثر مما تنفع، وليكن إعلامنا الرياضي مثل ذبابة سقراط: توقظ ولا تنوم! تلسع ولا تخدر!.

إن التغيير الذي حدث في هرم المؤسسة الرياضية، وتحويل الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى هيئة عامة للرياضة، ليس كافيا، لأن نقول إننا نتجه بقوة للإصلاح الرياضي، الكروي تحديدا، لأن خطوات يجب أن تتخذ سريعا وعميقا في المشهد الإداري داخل الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهذه الخطوات مرتبطة بضرورة التغيير داخل اللجان تغيير العقليات والآليات معا بعد مراجعة فاحصة لكل هذه اللجان ولوائحها وقوانييها ومعايير عملها، فقد ولى زمن أهل الثقة من زمان ويجب ألا نتأخر في استقطاب الكفاءات القادرة على التفكير والإضافة ومعالجة الترهل والتكلس الذي أودى بكرتنا إلى هذا التراجع المؤسف في العقد الذي انصرم للتو، فضلا عن الفوضى التي شاعت ولا تزال حتى يومنا هذا وطالت كامل تفاصيل اللوحة من أعلاها إلى أسفلها فملأتها بالتشوهات، وها هو حتى القاع لم يسلم في الأيام الماضية من هذا الانفلات السيء الذي يسيء للمنافسة الشريفة والأخلاق الرياضة وفروسيتها النبيلة!.