-A +A
خالد السليمان
لا أظن أن شركات التأمين و«نجم» من السذاجة بحيث لا تكتشف تزييف الحوادث، كما في حالة الشاب الذي وضع ثقلاً على دواسة البنزين ثم أطلقها لتصطدم بعامود إنارة وجدار في طريق عام، ولا الأجهزة الأمنية عاجزة عن كشف ملابسات الحادث، فما الذي دفع الشاب لفعلته ؟!

قبل كل شيء عندما شاهدت المقطع شعرت بالرعب من سيناريو أحمد الله أنه لم يحدث، ماذا لو استمرت السيارة باندفاعها بخط مستقيم في الطريق المظلم ثم اصطدمت بسيارة أخرى مواجهة أو بمشاة يعبرون الطريق، والكارثة التي سينتهي بها الأمر وحجم الجريمة التي سيكون الشاب قد ارتكبها بحق أبرياء لمجرد تسجيل مقطع فيديو مثير ؟!


هذا التصرف لا يفعله شخص طبيعي، وفي كل الأحوال هو تصرف يستحق المحاسبة والعقاب، سواء كان يهدف للتحايل على شركة التأمين، كما زعم صاحب المقطع، أو التباهي والتهور دون تقدير العواقب، وجنون تصوير مقاطع منصات التواصل الاجتماعي لتحقيق المشاهدات والشهرة منتشرة في معظم دول العالم، وللأسف أنها تنتهي في الغالب بكوارث مميتة أو إصابات بليغة، ويزداد الأمر قسوة عندما يكون الضحايا أشخاصاً أبرياء لا صلة لهم بهذه الممارسات المتهورة !

هل سنحتاج يوماً إلى إجراء اختبارات نفسية للسائقين عند طلب الحصول على رخصة القيادة أو تجديدها بالإضافة لفحوصات النظر؟ فمن الواضح أن البعض لا تكمن خطورته في النظر بقدر ما تكمن في عقله !

باختصار.. في هذه الحادثة الحمد لله أنها وقعت في عامود الإنارة والسور، ولم تقع في سيارة مواجهة قادمة تسير بركابها بكل طمأنينة، يقتنص أحمق مجرم أمانهم وسلامهم وربما أرواحهم بكل تهور !