-A +A
خالد السليمان
الحالة في أحداث غزة تجسّد معنى اختلاط الحابل بالنابل، فالخطوط الفاصلة بين الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وبين الفصائل المسلحة مثل حماس تكاد تتلاشى عند معظم أطراف الصراع، إسرائيل وحلفاؤها في الغرب لم يعودوا يميزون بين الفلسطينيين قضية وشعباً وحماس تنظيماً مسلحاً، فمن يتعاطف مع المدنيين الفلسطينيين اعتُبر متعاطفاً مع حماس حتى بات رفع العلم الفلسطيني جريمة، والتظاهر لإبداء التعاطف مع معاناة السكان الأبرياء محرماً في بعض الدول الغربية!

على الجانب الآخر بات انتقاد حماس وأخطائها عند غُلاة دكاكين الشعارات خيانة للقضية وللشعب، وكأن حماس اختصرت القضية الفلسطينية وجسدت هوية الشعب الفلسطيني، وهو تكريس يساعد الإعلام المتطرف في الغرب على ترسيخ صورة ذهنية تربط حماس الإرهابية في تعريفاتهم بالقضية الفلسطينية في سبيل تشويهها وتأليب الرأي العام الغربي عليها!


وما بين مطرقة قسوة الاحتلال أو سندان سطوة الفصائل يُسحق الشعب الفلسطيني ويموت الأبرياء وتتفتت القضية العادلة وتستمر المعاناة مع من يتاجرون بقضيته ودمائه، فالرهان على القانون الدولي سقط منذ عقود ارتكبت فيها إسرائيل كل جرائم الحرب التي عوقبت عليها حكومات وأسقطت فيها أنظمة في أماكن أخرى من العالم، كما أن الرهان على الضمير العالمي لا قيمة له في عالم تسوده مصالح الدول العظمى وتتحكم به حكوماتها وتطوع فيه قوانين حقوق الإنسان حسب رغباتها!

***

اللافت في الأحداث الأخيرة خفوت الصوت الروسي وضعف تأثيره، فالرئيس الروسي انضم للجمهور العربي في توجيه الانتقادات دون أي أثر أو صدى، مما يؤكد نجاح الغرب في عزل روسيا دولياً وتحجيم دورها بسبب حرب أوكرانيا!