-A +A
خالد السليمان
في ليلة لا تشبهها ليلة، احتفل نجوم الغناء السعودي والعربي بإحياء ذكرى الفنان السعودي الكبير طلال مداح، الذي اشتهر بلقب صوت الأرض، لكن الحقيقة برغم طغيان المشاعر والعواطف في تلك الليلة الساحرة إلا أن صوت الأرض أثبت أن لا أحد يشبهه !

فهناك فنانون يطربونك بغناء أغان مشهورة لفنانين آخرين، لكن لا يرتقون لمستوى أداء مغنيها الأصليين، مثال ذلك كوكب الشرق أم كلثوم، فتقليد أغانيها سهل لأن المؤدي يفوز بلحن عظيم وكلمات عذبة تشد أذن المستمع، لكن نصيبهم منها الأداء وحسب، فما أن يذهب سحر اللحن والكلمة حتى تبرز الفروقات بين صوت أم كلثوم وغيرها، لذلك أجد كل من يقلد أم كلثوم يخطئ بحق نفسه، خاصة إذا كان التقليد من مطرب شهير أو مطربة مشهورة !


في ليلة طلال مداح، استعادت الذاكرة طلال مداح الإنسان واللحن والكلمة، واستعادت كذلك الصوت العذب الذي لا شبيه له، وبقدر سعادتي بهذه التظاهرة الفنية بقدر ما شعرت بأن بعض من صعدوا المسرح، كباراً بشهرتهم وفنهم، صغروا أمام طلال مداح بتقليد لم يرق على الإطلاق لمجاراة الأصل !

أجمل ما في الحفل حضور عائلة طلال مداح، وتفاعل أفرادها مع المشاعر الجياشة التي عبر عنها الحفل وحضوره تجاه قيثارة الشرق، بينما كان التنظيم الفاخر تعبيراً صادقاً من المنظمين عن محبتهم واحترامهم وتقديرهم لإرث طلال مداح !

يبقى أن أوجه شكراً مستحقاً لرئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ، فقد وضع نجمة إضافية في سماء تلك الليلة الصافية، وحرك شجون كبار عايشوا طلال مداح، وعرف صغاراً بأحد أساطير الفن السعودي !